اقتصاد

المساهمة الإبرائية: بين النجاح المالي والأهداف الاستراتيجية لبناء الثقة والالتزام الجبائي

تقييم نجاح المساهمة الإبرائية
نجاح من زوايا متعددة:
في حديثه لموقع le 7 TV، أكد علي الغنبوري المحلل الاقتصادي، أن نجاح المساهمة الإبرائية يمكن قراءته من عدة زوايا. من الناحية المالية، تظهر الأرقام المعلنة إقبالا كبيرا حيث تم جمع أكثر من 2 مليار درهم خلال 72 ساعة فقط. هذه المؤشرات تعكس جدوى الإجراء في تعبئة موارد مالية كبيرة خلال فترة وجيزة، مما يعزز خزينة الدولة خاصة في سياق اقتصادي يتطلب تمويلا مستداما للمشاريع التنموية وتقليص العجز المالي.
أهداف أعمق:
يشير الغنبوري إلى أن النجاح الحقيقي يتجاوز الأرقام، بل يتعلق بمدى قدرة هذه المبادرة على تحقيق أهداف أعمق مثل ترسيخ ثقافة الالتزام الجبائي وإحداث تغيير في العلاقة بين المواطن والإدارة الضريبية. هذه الأهداف ترتبط بإرساء قواعد العدالة والشفافية الجبائية التي تحفز المواطنين على الالتزام طواعية دون انتظار مبادرات استثنائية.
التفاعل الكبير: مؤشر على رغبة دائمة أم استجابة لظرف استثنائي؟
رغبة في تسوية الأوضاع:
يعتبر المحلل الاقتصادي أن التفاعل الكبير مع المساهمة الإبرائية يعكس رغبة حقيقية لدى شريحة واسعة من المواطنين لتسوية أوضاعهم الجبائية. هذه المساهمة تقدم فرصة لتسوية الوضعية بأقل كلفة مقارنة بالعقوبات والغرامات التي قد تفرض في حالات التهرب الضريبي.
عامل ظرفي:
لا يمكن إغفال العامل الظرفي الذي لعب دورا مهما في دفع هذا التفاعل، حيث جاء الإجراء مصحوبا بمهلة زمنية محدودة وضغوط نفسية وقانونية لتحفيز المواطنين على الانخراط فيه. الظروف الاقتصادية والاجتماعية الحالية، بما في ذلك تداعيات جائحة كورونا وسنوات الجفاف المتتالية، دفعت إلى البحث عن حلول سريعة لتعبئة الموارد المالية للدولة.
التداعيات الاقتصادية والاجتماعية
تأثير اقتصادي:
ويوضح الغنبوري أن المساهمة الإبرائية يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي مباشر على ميزانية الدولة من خلال تعزيز السيولة في الخزينة العامة. هذا يمكن الحكومة من توسيع استثماراتها في مشاريع تنموية استراتيجية مثل البنية التحتية، التعليم، والصحة، وتقليص عجز الميزانية العامة، مما يعزز الاستقرار المالي والاقتصادي.
تأثير اجتماعي:
نجاح المساهمة الإبرائية يمكن أن يشكل نقطة تحول في العلاقة بين المواطن والإدارة الضريبية، مما يعكس توجها نحو تبني مقاربة أكثر مرونة وواقعية في معالجة مشكلات التهرب الضريبي. هذا قد يعيد بناء الثقة المتضررة بسبب الشعور بعدم عدالة النظام الضريبي، مما يعزز التزام المواطنين بالواجبات الجبائية في المستقبل.
هل تكفي المبادرات الظرفية لمعالجة ظاهرة التهرب الضريبي؟
يؤكد المحلل الاقتصادي أن المبادرات مثل المساهمة الإبرائية تعد إجراءات مهمة على المدى القصير، حيث تساهم في تعزيز المداخيل الضريبية بشكل سريع وتوفر حلا عمليا لبعض القضايا المرتبطة بالتهرب الضريبي. ومع ذلك، يبرز الحاجة إلى إصلاحات هيكلية عميقة وشاملة للنظام الجبائي لضمان معالجة ظاهرة التهرب الضريبي بشكل مستدام.
إصلاحات هيكلية:
تتضمن هذه الإصلاحات تقليص الفجوات القانونية، توسيع القاعدة الضريبية بشكل عادل، تبني نظام رقمي متطور لإدارة وتحصيل الضرائب، تحسين العلاقة بين المواطن والإدارة الضريبية، وتعزيز إجراءات الرقابة والعقوبات المرتبطة بالتهرب الضريبي.
 يرى الغنبوري أن المساهمة الإبرائية تمثل خطوة إيجابية ضمن مسار طويل يتطلب عملاً مستمراً لتعزيز الشفافية، ترسيخ الالتزام، وبناء الثقة كركيزة أساسية لأي نظام جبائي مستدام.
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close