سياسة

محمد شقير : هناك تريث ودبلوماسية حذرة من المغرب تجاه النظام السوري الجديد

لطالما كانت العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والمغرب تشهد تقلبات حادة، متأرجحة بين فترات التقارب والتعاون وبين فترات التوتر والقطيعة. يعود السبب الرئيسي لهذه التقلبات إلى مجموعة من العوامل المعقدة، أبرزها الدعم السوري لجبهة البوليساريو، وهو ما يعتبره المغرب تدخلا في شؤونه الداخلية.
تاريخيا، مرت العلاقات بين البلدين بمراحل متعددة، بدأت بمرحلة من التقارب في الستينيات والسبعينيات، ثم تدهورت تدريجيا لتصل إلى أدنى مستوياتها في الثمانينيات والتسعينيات. ومع اندلاع الأزمة السورية، شهدت العلاقات مزيدا من التوتر، حيث أغلقت المغرب سفارتها في دمشق.
تماشيا مع هذا السياق قال المحلل السياسي محمد الشقير في حديثه لموقع le 7 TV، إن المغرب تميز بموقفه المتمرد تجاه نظام الأسد، حيث قطع علاقاته الدبلوماسية مع سوريا ليس فقط بسبب الموقف السوري من قضية مغربية الصحراء وتحالفه مع النظام الجزائري، بل نتيجة للسياسات القمعية التي انتهجها النظام السوري ضد شعبه. وكان المغرب من بين الدول التي تبنت موقفا متحفظا تجاه عودة سوريا إلى الجامعة العربية قبل سقوط نظام الأسد.
وأضاف الشقير أن الدبلوماسية المغربية التزمت موقفا متريثا من استئناف العلاقات مع النظام السوري الجديد، في الوقت الذي سارعت فيه دول عربية أخرى إلى إيفاد مبعوثيها إلى دمشق.
وتابع المتحدث، إن البلاغ الصادر مؤخرا عن وزارة الخارجية المغربية ركز بالأساس على دعم الشعب السوري، دون أي إشارة إلى النظام الجديد الذي لم تتضح ملامحه وتوجهاته السياسية بعد.
وأوضح المحلل السياسي، أن هذه التحفظات قد تكون إشارة إلى انتظار المغرب لموقف النظام الجديد من قضية مغربية الصحراء قبل اتخاذ أي خطوة نحو استئناف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا والتفكير في إعادة فتح السفارة المغربية بدمشق. خاصة إذا ما أظهر النظام الجديد توجها مختلفا بشأن أحد أهم أولويات السياسة الخارجية للمملكة مع شركائها.
وأشار محمد الشقير، إلى أن النظام الجديد قد يتبنى سياسة مغايرة لنظام بشار الأسد، نظرا لطبيعة توجهاته السياسية سواء في تحالفه مع الجزائر، الخصم الأساسي للمغرب، أو في الاعترافات المتوالية لعدة دول بمغربية الصحراء بما فيها الولايات المتحدة وأغلبية الدول العربية وعلى رأسها دول الخليج.
وبهذا، تظل العلاقات المغربية السورية رهن التحولات السياسية في دمشق وتوجهات النظام الجديد، فيما يواصل المغرب دعمه للشعب السوري وانتظار وضوح الرؤية السياسية للنظام الجديد قبل اتخاذ أي قرارات دبلوماسية جديدة.
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close