سياسة
هل تشهد العلاقات المغربية السورية مرحلة جديدة من التعاون بعد سقوط نظام الأسد؟
Le7tv.ma Send an email منذ 3 أيام
في خطوة دبلوماسية مهمة، جدد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، دعم المغرب للشعب السوري ولسيادة الدولة السورية ووحدة أراضيها. في مكالمة هاتفية اجراها أمس مع نظيره السوري أسعد الشيباني، وتأتي هذه المكالمة لتعكس رغبة مشتركة بين الرباط ودمشق في تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بعد فترة طويلة من التوترات والخلافات السياسية.
سياق وتحديات المرحلة
منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011، كانت العلاقات بين المغرب وسوريا متوترة بسبب المواقف السياسية المختلفة. أغلق المغرب سفارته في دمشق عام 2012، كرد فعل على الأحداث الجارية، مما عكس موقفه المبدئي تجاه الأزمة السورية. ومع ذلك، وبعد مرور أكثر من عقد من الزمن على هذه الأزمة، يبدو أن هناك تغيرات كبيرة في المشهد السياسي السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد، تفتح إمكانيات جديدة لإعادة بناء العلاقات بين البلدين.
دعم مغربي ثابت ومستمر
في تصريح صحفي سابق أكد بوريطة أن المغرب، وبتوجيهات ملكية سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يتمسك بموقف ثابت يقوم على احترام الوحدة الترابية والسيادة الوطنية لسوريا، بالإضافة إلى الحفاظ على وحدة شعبها. هذا الدعم يعكس التزام المغرب بثوابته الدبلوماسية القائمة على احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها.
وفي سياق التفاعلات الإقليمية والدولية الجارية، أكد الخبير الدولي في إدارة الأزمات وتحليل الصراع وتدبير المخاطر، شادي البراق عبد السلام، أن المباحثات الهاتفية بين وزير الخارجية المغربي ونظيره السوري تندرج في إطار مواقف المملكة المغربية الراسخة والثابتة في دعم الشعب السوري استنادا إلى عقيدتها الدبلوماسية المبنية على الوضوح والمسؤولية والشفافية. وأضاف أن المملكة المغربية كانت ولا تزال لها مواقف راسخة من الأزمة السورية، ترتكز على احترام الوحدة الترابية والسيادة الوطنية لسوريا ودعم الشعب السوري في جهوده للحفاظ على وحدته وتطلعاته في بناء مؤسساته الديمقراطية.
تطور تدريجي للعلاقات بين البلدين
وأشار الخبير الدولي، في حديث مع le 7 TV، إلى أن أي موقف تتخذه الخارجية المغربية في هذا الصدد هو نتيجة عمل دبلوماسي وسياسي رصين ومسؤول، يعكس تقديراً واضحاً وقراءة دقيقة للوضع الداخلي في سوريا وطبيعة التفاعلات الجيوسياسية والتطورات الميدانية على الأرض.
وأكد أن تطوير العلاقات مع الإدارة السورية الجديدة في دمشق سيتم بشكل تدريجي، بما يضمن الأمن القومي للمملكة المغربية والمصالح العليا للشعب المغربي.
وأضاف البراق أن هذا التوجه ينسجم مع مواقف المغرب التاريخية الداعمة لحق الشعوب في السيادة والسلام والأمن والاستقرار، ومكافحة التطرف بكافة أشكاله.
دعم متواصل
ومنذ بداية الأحداث في سوريا، عبر المغرب بوضوح عن دعمه للشعب السوري من خلال احتضان المؤتمر الرابع لمجموعة أصدقاء الشعب السوري في عام 2021، بمشاركة أكثر من 120 دولة عربية وغربية. وقد جاء هذا المؤتمر بعد أسابيع من تشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وأبرز شادي البراق أن المغرب اختار أن يقف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، حيث قدم دعماً ملموساً عبر المبادرات الإنسانية والمساعدات للنازحين. وأكدت الرباط دعمها لجهود الأمم المتحدة لحل النزاع المسلح بطريقة سلمية، مشددة على ضرورة احترام حقوق الإنسان وحماية المدنيين ودعم الوحدة الترابية لسوريا.
واختتم الخبير الدولي حديثه بالتأكيد على أن جلالة الملك محمد السادس كان أول قائد عربي يقوم بزيارة مخيمات اللجوء الإنساني في منطقة الزعتري، حيث ساهم المغرب بإقامة مستشفى جراحي ميداني قدم خدمات استشفائية للاجئين السوريين لمدة ثماني سنوات، مؤكداً بذلك التزام المغرب بدعم الشعب السوري في محنته والسعي نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
فاطمة الزهراء الجلاد.