لقاء دبلوماسي رفيع المستوى في دمشق: دعم غربي للانتقال السلمي في سوريا
شهدت العاصمة السورية دمشق، يوم أمس الجمعة، لقاء تاريخيا جمع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع مع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ووزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو. تأتي هذه الزيارة في إطار دعم الجهود الدولية لتحقيق انتقال سلمي وشامل للسلطة في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.
أول لقاء غربي منذ التغيير
يعد هذا اللقاء الأول من نوعه الذي يجمع مسؤولين غربيين رفيعي المستوى مع قائد الإدارة الجديدة في سوريا. ومن المتوقع أن يدلي الوزيران الفرنسي والألماني بتصريحات خلال الساعات المقبلة، تسلط الضوء على محاور النقاش وأبرز نتائج الاجتماع.
الزيارة، التي لم يعلن عنها مسبقا، بدأت بوصول الوزير الفرنسي إلى دمشق صباح يوم الجمعة برفقة نظيرته الألمانية. وشملت أجندة يوم أمس زيارات ولقاءات متعددة تهدف إلى تعزيز التعاون مع الإدارة السورية الجديدة، ودعم المجتمع المدني، والمساهمة في استقرار البلاد بعد سنوات من الصراع.
فرنسا تعود إلى دمشق
خلال زيارته، توجه الوزير الفرنسي جان نويل بارو إلى السفارة الفرنسية في دمشق، التي أعادت فرنسا رفع علمها فوقها في دجنبر الماضي، بعد سنوات من الإغلاق منذ عام 2012.
وفي كلمة ألقاها أمام زعماء الطوائف المسيحية في العاصمة السورية، أكد بارو أن فرنسا تقف إلى جانب المجتمع المدني والمسيحيين في سوريا. كما أعلن استعداد بلاده لتقديم الدعم الفني والقانوني للإدارة الجديدة في صياغة دستور جديد يعكس تطلعات الشعب السوري.
وأشار الوزير الفرنسي إلى نية بلاده إرسال خبراء متخصصين في نزع الأسلحة الكيميائية، ودعا الأكراد إلى الاندماج في العملية السياسية والتخلي عن السلاح.
في منشور على منصة “إكس”، كتب بارو: “معا، فرنسا وألمانيا نقف إلى جانب السوريين بكل أطيافهم”، مؤكدا التزام البلدين بدعم الانتقال السلمي وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
زيارة إلى صيدنايا: شهادة على القمع السابق
ضمن جولتهما في دمشق، زار الوزيران الفرنسي والألماني سجن صيدنايا، الذي كان شاهدا على عقود من الانتهاكات خلال فترة حكم الأسد. ورافقهما في الجولة أعضاء من الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء).
أعرب الوزيران عن صدمتهما من الظروف القاسية وغير الإنسانية التي عانى منها المعتقلون في هذا السجن، حيث قتل العديد منهم تحت التعذيب. وأكدا أهمية توثيق هذه الجرائم والعمل على تحقيق العدالة.
وتأتي هذه الزيارة في وقت حساس من تاريخ سوريا، حيث يسعى المجتمع الدولي لدعم الانتقال السياسي وترسيخ الاستقرار في البلاد. وتؤكد فرنسا وألمانيا التزامهما بدعم الإدارة السورية الجديدة، من خلال تقديم الدعم السياسي والفني، بما يسهم في بناء مستقبل أفضل للشعب السوري.
فاطمة الزهراء الجلاد.