سياسة

هل يصبح الساحل ميدان مواجهة جديدا بين الجزائر والمغرب ؟

نشرت مجلة “جون أفريك” الفرنسية تحليلا بعنوان: “هل يصبح الساحل منطقة مواجهة جديدة بين المغرب والجزائر؟”، تناولت فيه التنافس المتصاعد بين البلدين حول النفوذ والاستثمار في منطقة الساحل. وأشارت إلى أن هذا الصراع، الذي كان محصورا في الصحراء الغربية، امتد ليشمل منطقة الساحل، حيث باتت هذه المنطقة مسرحا جديدا للتنافس الجيوسياسي بين القوتين الإقليميتين.
التنافس يمتد إلى الساحل
أبرزت المجلة أن المغرب أطلق استراتيجية جيوستراتيجية جديدة لتعزيز نفوذه في دول الساحل، بدأت بشعار الملك محمد السادس خلال ذكرى المسيرة الخضراء عام 2023، والذي دعا إلى تعزيز وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي. تبع ذلك اجتماع وزاري تنسيقي في مراكش ضم دولا من الساحل لمناقشة مبادرة أطلق عليها “مبادرة الأطلسي”.
في المقابل، تسعى الجزائر لتكريس نفوذها التاريخي في المنطقة. وفي فبراير 2024، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن إنشاء مناطق حرة مع موريتانيا ودول الساحل المجاورة، مثل مالي والنيجر، بالإضافة إلى مشاريع بنية تحتية استراتيجية، كطريق تندوف-الزويرات والطريق العابر للصحراء.
أدوار متباينة واستراتيجيات مختلفة
أكد التحليل أن الجزائر تتبنى نهجا أمنيا تجاه منطقة الساحل، معتبرة إياها مصدرا لعدم الاستقرار. واستعرضت المجلة ارتباط الجزائر التاريخي والاقتصادي بمنطقة شمال مالي، مشيرة إلى دورها في دعم جبهة التحرير الوطني واستيراد السلع الحيوية لهذه المنطقة. لكنها لفتت أيضا إلى التحديات التي تواجهها الجزائر في ظل اتهامات من باماكو بدعم الانفصاليين الطوارق، مما أدى إلى تراجع نفوذها مؤخرا.
أما المغرب، فيعتمد على ما تسميه المجلة بـ”القوة الناعمة”، من خلال مشاريع تنموية وتعزيز العلاقات الإنسانية والروحية. وأشارت إلى المبادرات المغربية، مثل تدريب الأئمة من دول الساحل، وتطوير البنية التحتية، والمشاركة في مشاريع اقتصادية كبرى مثل أنبوب الغاز الأطلسي من نيجيريا إلى المغرب.
التحديات المستقبلية
تطرقت” جون أفريك” إلى الصعوبات التي تواجه البلدين في تنفيذ مشاريع البنية التحتية الضخمة، مثل مشروع خط أنابيب الغاز المغرب-نيجيريا الذي ينافس مشروعا جزائريا مماثلا. ومع ذلك، يبدو أن المغرب يحقق تقدما في هذا المجال، إذ حصل على موافقات رسمية من دول غرب أفريقيا لتنفيذ المشروع، مع توقع تنظيم حفل توقيع رسمي منتصف 2025.
دعوات لتجاوز التنافس
في ختام تحليلها، دعت المجلة البلدين إلى الابتعاد عن نهج التنافس، مشيرة إلى أن دول الساحل تطمح إلى تعزيز سيادتها واتخاذ قراراتها بعيدا عن الاعتماد على قوة واحدة. وترى الباحثة دجانابو سيسي أن الوقت قد حان لأن يركز المغرب والجزائر على التعاون بدلا من التنافس، بما يخدم استقرار وتنمية المنطقة.
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close