“الشباب المغربي بين الإحباط والطموح: تحديات وآمال في ظل الواقع المعاصر”
![](/wp-content/uploads/2025/01/4-key-factors-that-create-youth-problems-780x400.jpg)
يعيش العديد من الشباب المغربي حالة من الضياع والتشتت، في ظل واقع اقتصادي صعب يتمثل في البطالة المتفشية، والفرص المحدودة، وتزايد تكاليف المعيشة. فمعدل البطالة في صفوف الشباب لا يزال مرتفعًا، خصوصًا بين حاملي الشهادات الجامعية، ما يعكس فجوة بين التعليم ومتطلبات سوق العمل. هذه الفجوة تعمق الشعور بالإحباط لدى كثير من الشباب، الذين يجدون أنفسهم مجبرين على مواجهة تحديات لا حصر لها في سبيل إيجاد فرص مناسبة لمهاراتهم وطموحاتهم.
إلى جانب ذلك، فإن الشباب المغربي يعاني من نقص في الثقة في المؤسسات الحكومية، التي غالبًا ما تُتهم بالتقصير في دعم مشاريع الشباب والمبادرات التي يمكن أن تساهم في تحسين وضعهم الاجتماعي والاقتصادي. وفي ظل هذه الظروف، يبدو أن العديد من الشباب أصبحوا أكثر ميلًا للهجرة، سواء داخليًا أو خارجيًا، بحثًا عن حياة أفضل تضمن لهم فرصة للإبداع وتحقيق الذات بعيدًا عن العراقيل التي يواجهونها في بلادهم.
لكن في الوقت ذاته، لا يفتقر الشباب المغربي إلى الطموحات. فمع وجود وسائل الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، استطاع العديد من الشباب أن يجدوا طرقًا جديدة للتعبير عن أنفسهم، والبحث عن فرص للابتكار والإبداع. هؤلاء الشباب يرفضون الانسياق وراء اليأس، ويسعون لبناء مستقبل أفضل رغم الصعوبات. مشاريع صغيرة، تطبيقات رقمية، منصات تعليمية، وحتى حركات اجتماعية، كلها تجسد طموحات جيل يبحث عن النجاح بعيدًا عن القيود التقليدية.
وبين الإحباط والطموح، يستمر الشباب المغربي في مسار صعب يعكس تزاوجًا معقدًا بين التحديات والفرص. فالتحديات التي تواجههم اليوم ليست فقط في مجال العمل، بل في تطوير الذات والتعبير عن الهوية، ما يجعلهم في صراع دائم بين التطلع إلى الأفضل وبين الواقع القاسي. ولكن في الوقت ذاته، لا تزال هناك بارقة أمل في أن تتغير الأمور، وأن يجد هؤلاء الشباب المساحة التي يمكن أن يحققوا فيها طموحاتهم، مما يجعلهم أكثر إصرارًا على التغيير والتحقيق.
يبقى السؤال الأهم: هل سيظل الشباب المغربي قادرًا على التغلب على الإحباطات التي يواجهها، أم سيظل الحلم بعيدًا في ظل استمرار التحديات؟