مجتمع
التعاون اللامركزي بين المغرب والسنغال: آفاق جديدة لتعزيز التنمية المشتركة
في خطوة تعكس عمق العلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين المغرب والسنغال، شهدت العاصمة السنغالية دكار يوم الأربعاء الماضي توقيع مذكرة تفاهم بين جماعة الكويرة المغربية وجماعة بيغنونا السنغالية، تهدف إلى تعزيز التعاون المؤسسي والتقني بين الجانبين.
شراكة تنموية متعددة الأبعاد
وقع مذكرة التفاهم كل من رئيس جماعة الكويرة، عبد الفتاح أهل المكي، وعمدة بيغنونا، بكاري دياتا، في إطار سعي الطرفين إلى تعزيز التنمية الاقتصادية المحلية، وتشجيع التبادل الثقافي والاجتماعي، وتطوير المشاريع المشتركة في مجالات ذات أولوية. المذكرة تركز على تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال مبادرات تشمل تعزيز الفلاحة المستدامة، تحسين الخدمات الصحية الجماعية، وتطوير السياحة المحلية، بالإضافة إلى دعم ريادة الأعمال المحلية.
تصريحات تعكس الرؤية المشتركة
أكد عبد الفتاح أهل المكي، في كلمته بالمناسبة، أن الجماعات الترابية تلعب دورا محوريا في تحقيق التنمية، مشيرا إلى أنها تمثل العمود الفقري لنظام اللامركزية في المغرب، وتسهم في تنفيذ البنيات التحتية وتعزيز الخدمات الأساسية المرتبطة بحياة المواطنين اليومية.
من جهته، أشار بكاري دياتا إلى أن مذكرة التفاهم تعزز التعاون اللامركزي بين الجانبين، وتدعم العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين. كما شدد على أهمية هذه الشراكات في تحقيق تنمية مستدامة تخدم مصالح الشعوب المحلية.
توسيع آفاق التعاون الثنائي
بجانب توقيع مذكرة التفاهم، شهد الحدث توقيع تعديل لاتفاقية الشراكة القائمة منذ عام 2010 بين جماعتي الكويرة وغول تابي-فاص-كولوبان، يشمل مجالات جديدة للتعاون مثل تنظيم المعارض والأسواق لتسهيل بيع المنتجات، وتعزيز الفعاليات الثقافية المشتركة، وإنشاء مراكز اجتماعية وثقافية.
دعم دبلوماسي للمبادرات المحلية
وفي تصريح لسفير المغرب بالسنغال، الحسن الناصري، أكد أن هذه المبادرات تعكس الإرادة القوية لتعزيز التعاون بين البلدين، مشيرا إلى أن التعاون اللامركزي يعد إحدى أبرز الأدوات لتحقيق تنمية شاملة تستجيب للتحديات المعاصرة. وأوضح أن جماعة الكويرة يمكن أن تصبح بوابة استراتيجية تربط السنغال بالمنطقة المغاربية وأوروبا، في حين تتيح الجماعات السنغالية فرصا للتوسع نحو أسواق غرب إفريقيا.
محور الرباط-دكار: نموذج للتكامل الإفريقي
اختتم السفير الناصري بالتأكيد على أن محور الرباط-دكار يمثل نموذجا يحتذى به في التعاون الإفريقي، داعيا إلى ترجمة هذه الشراكات إلى مبادرات ملموسة تعزز التنمية والتكامل بين البلدين.
وتأتي هذه المبادرات في إطار زيارة يقوم بها وفد من جماعة الكويرة إلى دكار، يضم فاعلين اقتصاديين من إقليم أوسرد، لاستكشاف فرص الاستثمار وتعزيز التعاون المشترك، بما يساهم في تحقيق تنمية مستدامة وشراكة استراتيجية بين المغرب والسنغال.
فاطمة الزهراء الجلاد.