سياسة
Le7tv.ma Send an email منذ 3 أسابيع
الجهود الحكومية نحو تعزيز مكانة الثقافة الأمازيغية بالمغرب

عملت الحكومة المغربية بشكل منهجي على تعزيز مكانة اللغة والثقافة الأمازيغيتين، باعتبارهما جزءا لا يتجزأ من الهوية الوطنية المغربية. وفيما يلي استعراض متكامل للجهود المبذولة في هذا الصدد:
دسترة اللغة الأمازيغية
في خطوة تاريخية، تم الاعتراف باللغة الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية في دستور 2011. يعد هذا الاعتراف تحولا محوريا يعكس التزام المملكة بتكريس المساواة اللغوية والثقافية، ويؤكد على أهمية التنوع كرافد أساسي للهوية الوطنية.
إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية
تم إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية عام 2001 بتوجيهات ملكية، بهدف النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين. يتولى المعهد إعداد المناهج الدراسية، ودعم الأبحاث الأكاديمية، وتنظيم الفعاليات التي تبرز التراث الأمازيغي. كما يسهم في تقديم استشارات للحكومة بشأن سياسات إدماج اللغة الأمازيغية في مختلف المجالات.
تعليم اللغة الأمازيغية
منذ إدماج اللغة الأمازيغية في النظام التعليمي عام 2003، شهد هذا المجال تطورا ملحوظا. حيث تعمل وزارة التربية الوطنية على تعميم تعليم الأمازيغية عبر مختلف المستويات الدراسية، كما تم إعداد برامج تدريب الأساتذة وكتب مدرسية متخصصة لضمان جودة التعليم.
تعزيز الإعلام الأمازيغي
في إطار دعم التنوع الإعلامي، تم إطلاق قنوات وإذاعات ناطقة بالأمازيغية، أبرزها قناة “تمازيغت” التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية. تعزز هذه الوسائل الإعلامية نشر اللغة والثقافة الأمازيغيتين، وتوفر منصة للترويج للموروث الثقافي، مما يسهم في زيادة الوعي المجتمعي بأهمية هذا التراث.
الاعتراف برأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية
في ماي 2023، أقر المغرب رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مدفوعة الأجر. ويمثل هذا القرار تقديرا حكوميا ورمزيا للثقافة الأمازيغية، ويعد مناسبة لتعزيز الوحدة الوطنية من خلال الاحتفاء بالتنوع الثقافي.
دعم الفعاليات الثقافية والفنية
تنظم الحكومة المغربية بالتعاون مع المجتمع المدني مهرجانات وفعاليات للاحتفاء بالسنة الأمازيغية، مثل المعارض الفنية والعروض المسرحية والحفلات الموسيقية. كما تقدم دعما ماليا ولوجستيا لهذه الأنشطة التي تبرز التراث الثقافي والفني.
تطوير البنية القانونية والتنظيمية
حرصت الحكومة على إعداد القوانين التنظيمية التي تفعل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، ما يضمن إدماجها في الإدارة، والتعليم، والقضاء، وقطاعات أخرى. وتشمل الجهود تشجيع استخدام الأمازيغية في الوثائق الرسمية ولوحات الإرشاد.
تعزيز البحث والدراسات الأكاديمية
تم تقديم دعم كبير للجامعات ومراكز البحث لإدماج الدراسات الأمازيغية ضمن المناهج الأكاديمية. كما أنشئت شعب متخصصة لدراسة اللغة والثقافة الأمازيغيتين، بما يسهم في إثراء المعرفة بهذا المكون الثقافي.
السنة الأمازيغية: رمزية واحتفال
يرتبط التقويم الأمازيغي بتاريخ عريق يمتد إلى 950 قبل الميلاد، ويعتقد أنه بدأ مع اعتلاء الفرعون الأمازيغي شيشنق الأول عرش مصر. يحتفل المغاربة برأس السنة الأمازيغية (يناير) في 14 يناير من كل عام، بطرق متنوعة تعكس غنى الثقافة الأمازيغية. تشمل الاحتفالات إعداد وجبات تقليدية مثل الكسكس و”تاكلا”، وارتداء الملابس التقليدية، وتنظيم تجمعات عائلية ومجتمعية.
تعكس الجهود المغربية في النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين التزاما حقيقيا بتعزيز الهوية الوطنية بمكوناتها المتعددة. من خلال الاعتراف الرسمي باللغة الأمازيغية ودعم الاحتفالات بالسنة الأمازيغية، مع إبراز المملكة لأهمية الحفاظ على التراث الثقافي وضمان اندماجه المستدام في مختلف جوانب الحياة.
فاطمة الزهراء الجلاد.