
أبرز ما تناولته الرسالة هو ظاهرة بيع بعض الأطباء مرضاهم لشركات الأدوية التي تقدم لهم المال والهدايا مقابل الترويج لمنتجاتها، حتى وإن وُجدت بدائل أقل تكلفة وبنفس الفعالية. هذا التصرف الذي وصفه بالخيانة يضع المريض في مواجهة خيارات غير عادلة تثقل كاهله ماديًا.
كما سلط الضوء على تعاون بعض الأطباء مع مختبرات ومراكز أشعة باهظة الثمن، حيث يحصلون على عمولات مقابل توجيه المرضى إليها، حتى لو لم يكن الأمر ضروريًا. الأكثر إيلامًا هو إجراء عمليات قيصرية دون مبرر طبي فقط لتحقيق مكاسب مالية، متجاهلين سلامة الأمهات ومصالحهن.
الدكتور عبد الصمد لم يغفل عن الإشارة إلى ممارسات أخرى، كتعطيل العمليات الجراحية في المستشفيات العامة لإجرائها في المصحات الخاصة بأسعار خيالية، أو وضع حديثي الولادة في حضانات طبية دون حاجة طبية حقيقية. حتى خدمات سيارات الإسعاف لم تسلم من الجشع، حيث يتم فرض تكاليف باهظة على المرضى مقابل خدمات قد تكون مجانية في ظروف أخرى.
في ختام رسالته، دعا الدكتور عبد الصمد إلى إحياء الضمير المهني والالتزام بالقيم السامية لمهنة الطب، مؤكدًا أن الطب ليس وسيلة للثراء وإنما رسالة إنسانية نبيلة تتطلب التضحية ونكران الذات.
هذه الرسالة ليست مجرد كلمات، بل صرخة أمل لإعادة الاعتبار لمهنة الطب، وتذكير الأطباء بأن الإنسانية والضمير هما أساس قبول الأعمال، بعيدًا عن أي مكاسب مادية زائلة.