سياسة
Le7tv.ma Send an email منذ 3 أسابيع
التعاون العسكري بين المغرب وأذربيجان: شراكة إستراتيجية لتعزيز القدرات الدفاعية وتوطين الصناعات الحربية

في خطوة تعكس توجها إستراتيجيا لتعزيز الشراكات الدفاعية، صادق الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف على اتفاقية التعاون العسكري مع المملكة المغربية، التي أقرها البرلمان الأذربيجاني نهاية دجنبر الماضي. الاتفاقية تسلط الضوء على مجالات التعاون الدفاعي بين البلدين، من بينها التدريب العسكري والتصنيع الحربي، في خطوة يرى خبراء عسكريون أنها تحمل أبعادا إستراتيجية قد تسهم في تطوير القدرات الدفاعية للمغرب وتعزيز أمنه الوطني.
آفاق واعدة للتعاون الدفاعي
يشير محللون إلى أن التعاون العسكري بين المغرب وأذربيجان يمثل نموذجا جديدا للشراكات الإستراتيجية الدولية في مجال الصناعات الحربية. ويأتي هذا التعاون في سياق الطموحات المغربية لتوطين الصناعات الدفاعية محليا، وهو ما يمكن تحقيقه عبر تبادل الخبرات مع أذربيجان التي تمتلك تجربة ميدانية متميزة في النزاعات الإقليمية، لا سيما من خلال استخدامها الفعال للتكنولوجيا الحديثة، مثل الطائرات المسيرة، في النزاع حول إقليم كاراباخ.
قاعدة عسكرية قوية
عبد الرحمن مكاوي، خبير في الشؤون العسكرية، أوضح أن أذربيجان تمتلك قاعدة صناعية عسكرية قوية ورثتها عن الحقبة السوفييتية، إضافة إلى شراكاتها مع تركيا وإسرائيل، وهما دولتان رائدتان في مجال الطائرات المسيرة. ويرى مكاوي أن هذه التجربة توفر للمغرب فرصة لتطوير قدراته الدفاعية من خلال استلهام التكتيكات الأذربيجانية الناجحة التي ساعدت باكو في حسم نزاعها مع أرمينيا في وقت قياسي.
شراكات تعزز القوة الردعية
التعاون بين البلدين، بحسب مكاوي، يعكس رؤية إستراتيجية مشتركة لتطوير الصناعات الدفاعية وتحديث الترسانة العسكرية.
المغرب الذي اتخذ خطوات ملموسة في مجال تصنيع الطائرات المسيرة، يسعى لتوطين هذه الصناعة من خلال شراكات إستراتيجية مع دول مثل أذربيجان، التي تجمعها بالمملكة طموحات مشتركة لتطوير صناعاتها الدفاعية.
بدوره، أشار هشام معتضد، باحث في الشؤون الإستراتيجية، إلى أن هذه الاتفاقية تمثل إضافة نوعية للعلاقات بين الرباط وباكو، حيث تسهم في تعزيز قدرات المغرب الردعية استنادا إلى التجربة الأذربيجانية في تطبيق تقنيات متطورة مثل الحرب الشبكية، التي تعتمد على تنسيق العمليات بين مختلف الوحدات العسكرية باستخدام التكنولوجيا المتقدمة.
أبعاد إستراتيجية ودبلوماسية
التعاون العسكري لا يقتصر على الجانب الدفاعي فقط، بل يمتد ليشكل قاعدة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وفقا لمعتضد، فإن أذربيجان، بفضل موقعها الجيوستراتيجي بين آسيا وأوروبا، تقدم نموذجا للتأثير الإقليمي الذي يمكن للمغرب أن يستفيد منه.
وأضاف أن هذه الاتفاقية ترسل رسالة واضحة إلى الخصوم الإقليميين، خاصة في ظل التوترات بين المغرب والجزائر. فهي تؤكد قدرة المغرب على بناء شراكات دفاعية قوية مع دول تمتلك وزنا إقليميا، مما يعزز موقف المملكة كقوة إقليمية قادرة على حماية مصالحها والدفاع عن سيادتها ووحدتها الترابية.
نحو نموذج متكامل للتعاون الدفاعي
الاتفاقية تمثل نقلة نوعية في العلاقات المغربية الأذربيجانية، حيث تجمع بين البعد العسكري والتوجه نحو توطين الصناعات الدفاعية، ما يفتح آفاقا واسعة للتعاون الثنائي. كما أنها تبرز أهمية التكامل بين الخبرة الميدانية والتكنولوجيا المتقدمة في بناء منظومات دفاعية قادرة على مواجهة التحديات الأمنية.
التعاون العسكري بين المغرب وأذربيجان يمثل خطوة إستراتيجية نحو تعزيز القدرات الدفاعية الوطنية للمملكة، وتطوير صناعاتها الحربية، ودعم استقرارها الإقليمي، مما يضعها في مصاف الدول القادرة على التكيف مع التحولات الجيوسياسية والتحديات الأمنية الحديثة.
فاطمة الزهراء الجلاد.