دولي
إيران: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة انتصار للمقاومة الفلسطينية

أعلنت إيران، ممثلة بالحرس الثوري، عن ترحيبها باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، معتبرة إياه “انتصارا كبيرا للمقاومة الفلسطينية”. جاء هذا الإعلان في بيان يوم الخميس الماضي، محذرا من أي خرق محتمل للاتفاق من جانب إسرائيل.
اتفاق وقف إطلاق النار: خطوة نحو التهدئة
توصلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ يوم غذ الأحد، وفقا لوساطة دولية. ويتضمن الاتفاق إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وذلك بعد صراع استمر 15 شهرا، تسبب في تدمير واسع النطاق للقطاع وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين.
وفي بيان رسمي، وصف الحرس الثوري الإيراني إنهاء الحرب وفرض وقف إطلاق النار على إسرائيل بأنه “انتصار واضح وعظيم لفلسطين وهزيمة كبرى للنظام الصهيوني”.
الدعم الإيراني للمقاومة
على مدار الصراع، قدمت إيران، إلى جانب حلفائها الإقليميين مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، دعما لحماس في مواجهة التصعيد الإسرائيلي. وأكد الحرس الثوري أن “المقاومة لا تزال حية ومزدهرة وقوية”، معززا خطاب الإيمان بتحقيق الوعد الإلهي بتحرير المسجد الأقصى والقدس.
التوترات الإقليمية وآثارها
لم تقتصر تداعيات الحرب على غزة فقط، بل أشعلت فتيل الصراعات في الضفة الغربية المحتلة وامتدت إلى لبنان وسوريا واليمن والعراق، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وإيران. وأعلن الزعيم الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، عبر منصة “إكس”، أن “محور المقاومة” الذي تدعمه إيران نجح في إجبار إسرائيل على التراجع.
سياق الصراع وتداعياته الدولية
وفي سياق متصل، شهد شهر نونبر الماضي اتفاقا بين حزب الله وإسرائيل لوقف إطلاق النار بعد تصاعد الصراع الذي أسفر عن مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في غارة جوية إسرائيلية على بيروت. وأشار مسؤولون غربيون، مثل مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، إلى أن الصراع بين إسرائيل و“محور المقاومة” أضعف إيران بشكل كبير.
القوة الصاروخية الإيرانية واستعدادات المقاومة
في خضم هذه الأحداث، أكد قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، أن إيران مستعدة لمواجهة أي تصعيد جديد، مشيرا إلى أن قوتها الصاروخية أصبحت أقوى من أي وقت مضى، ومؤكدا أن الاستعدادات الميدانية لمواجهة “حروب وجرائم جديدة” مستمرة.
إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يمثل خطوة مهمة نحو تهدئة الأوضاع في المنطقة، ولكنه يبقى هشا في ظل استمرار التوترات الإقليمية. التصريحات الإيرانية وتصعيدها الإعلامي يعكس محاولة لتعزيز النفوذ الإقليمي واستثمار هذا الاتفاق كإشارة إلى قوة “محور المقاومة”.
في المقابل، تبقى المخاوف من خرق الاتفاق قائمة، مما يضع المجتمع الدولي أمام تحد كبير في ضمان استمرارية التهدئة وحماية المدنيين من ويلات حرب جديدة.
فاطمة الزهراء الجلاد.