دولي
قيادات يسارية وإسلامية: اتفاق الهدنة انتصار للمقاومة وإحباط لمخططات الاحتلال

استقبلت قيادات تنظيمات يسارية وإسلامية في المغرب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” بترحيب واسع، واعتبرته انتصارا كبيرا للمقاومة الفلسطينية. جاء هذا الاتفاق بعد أكثر من 15 شهرا من القتال، منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة واحتجزت خلالها رهائن من الجانب الإسرائيلي.
إنجاز للمقاومة والشعب الفلسطيني
وأكدت حركة “حماس” في بيان لها أن الاتفاق يمثل “ثمرة الصمود الأسطوري لشعبنا الفلسطيني العظيم ومقاومتنا الباسلة”، معتبرة أنه محطة مفصلية في مسيرة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي. وأشارت الحركة إلى أن هذا الاتفاق “إنجاز للشعب الفلسطيني والمقاومة وأحرار العالم”، ويأتي ضمن مسار تحقيق التحرير والعودة.
انتصار الإرادة على الإبادة
جمال العسري، الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، وصف الاتفاق بأنه “نصر حقيقي” وأكد أنه دليل على فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه المعلنة، والتي تمثلت في القضاء على المقاومة، تكريس الاستيطان، وفرض شروط سياسية بالقوة.
العسري أشار أيضا إلى أن “الكيان الصهيوني واجه إخفاقات كبيرة على الأرض، رغم الدعم الأمريكي الذي شكل ذراعه الأساسي في هذه الحرب”. وأضاف: “الاتفاق يمثل انتصارا للقوى المناهضة للتطبيع في المغرب وللحق الفلسطيني الذي أثبت صلابته”.
واستنكر العسري الأصوات المشككة في أهمية الاتفاق، معتبرا أن “ما تحقق هو وقف لجريمة أخلاقية كان الاحتلال يسعى من خلالها إلى محو قضية فلسطين”، مشددا على أن الصراع الفلسطيني عاد إلى الواجهة الدولية بقوة بعد عملية “طوفان الأقصى”.
فرصة لتخفيف معاناة غزة
أوس الرمال، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، وصف الاتفاق بأنه “نصر للمقاومة وصمود الشعب الفلسطيني”، معبرا عن تفاؤله بأن الهدنة ستساهم في تخفيف الأعباء عن سكان قطاع غزة المحاصر.
الرمال أوضح أيضا أن “الشروط التي حاول الاحتلال فرضها باءت بالفشل، وأن المقاومة أثبتت قدرتها على الاستمرار رغم الظروف القاسية”. وأضاف: “ما تحقق هو فرصة لتنفيس المعاناة الإنسانية لأهل غزة، الذين صمدوا في وجه الحصار والدمار رغم فقدان المرافق الأساسية للحياة”.
استمرار المقاومة وثبات الشعب
الرمال شدد على أن المقاومة الفلسطينية، رغم التحديات، لا تزال تحتفظ بقوتها وثباتها، معتبرا أن هذه المرحلة عززت من وحدة الشعب الفلسطيني. وأكد أن المقاومة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها في التحرير والعودة، قائلا: “شعب غزة سيبقى صامدا، ولن يفرط في حقوقه رغم كل محاولات الاحتلال”.
واختتمت قيادات التنظيمات تصريحاتها بالتأكيد على أن الاتفاق يشكل رسالة واضحة بأن المقاومة الفلسطينية قادرة على إحباط مخططات الاحتلال وداعميه. ورغم حجم التضحيات، فإن الشعب الفلسطيني أثبت أنه قادر على الصمود، وأن قضيته ستبقى حية في ضمير العالم الحر.
يبقى هذا الاتفاق بمثابة صفحة جديدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويؤكد أن الحقوق لا تسقط بالتقادم، بل تحتاج إلى صمود وثبات، تماما كما جسدته المقاومة الفلسطينية.
فاطمة الزهراء الجلاد.