سياسة
Le7tv.ma Send an email منذ 4 أسابيع
لافروف بين دعم المغرب وانتقاد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء

في سياق التطورات الدبلوماسية حول ملف الصحراء المغربية، أثارت تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي حول حصيلة الدبلوماسية الروسية لعام 2024، اهتماما واسعا. فقد جاءت تصريحاته لتعكس موقفا مزدوجا يجمع بين دعم المغرب في البحث عن حل متوافق عليه للنزاع، وبين انتقاد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.
موقف روسيا من نزاع الصحراء: تعاون وثوابت
أكد لافروف في المؤتمر أن العلاقات بين موسكو والرباط تسير في منحى إيجابي، مشيرا إلى آفاق التعاون في عدة مجالات، بما في ذلك النزاع حول الصحراء. وعبر عن دعم بلاده للمغرب في إيجاد حل يقوم على “الاتفاق المتبادل”، مشددا على رفض موسكو للحلول الأحادية التي وصفها بأنها تفرض من طرف واحد، في إشارة إلى قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء.
قراءة في التحول الروسي
يرى عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات، أن تصريحات لافروف تعكس تحولا في الموقف الروسي تجاه هذا النزاع. وأوضح أن روسيا، في ظل تعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع المغرب، تسعى إلى اتخاذ موقف محايد يراعي التوازن بين الأطراف المعنية. وأضاف أن روسيا لا تعارض الحل السياسي المستند إلى مبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب، لكنها تشترط أن يتم الحل بالتوافق بين الأطراف.
من جانبه، أشار المحلل الأمني والسياسي محمد شقير إلى أن موقف روسيا يعكس رغبتها في الحفاظ على شراكتها الاستراتيجية مع المغرب، مع الحرص على التأكيد على حل متفق عليه. وأضاف أن تصريحات لافروف، رغم انتقادها للقرار الأمريكي، تحمل إشارات إلى استعداد روسيا للتباحث حول حل يراعي المصالح الدولية، بما في ذلك موقف الولايات المتحدة وفرنسا، اللتين اعترفتا بسيادة المغرب على الصحراء.
الصحراء كورقة ضغط دولية
أشار الفاتحي إلى أن موسكو تستخدم قضية الصحراء كورقة ضغط في صراعها الدبلوماسي مع الولايات المتحدة. وذكر أن روسيا ترفض استفراد واشنطن بفرض رؤيتها للحل، وتسعى إلى البقاء لاعبا رئيسيا في الملف كعضو دائم في مجلس الأمن ومن مجموعة أصدقاء الصحراء.
انعكاسات التصريحات على العلاقات الدولية
في خضم هذه التصريحات، سلط شقير الضوء على دور الإعلام الجزائري في الترويج لهذه المواقف بما يتماشى مع الموقف الرسمي الجزائري. واعتبر أن تصريحات لافروف جاءت في وقت حساس يشهد تزايد الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، مما قد يدفع روسيا إلى إعادة النظر في موقفها، خصوصا في ظل التوترات الروسية الجزائرية بملف مالي، وتأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية.
تعكس تصريحات وزير الخارجية الروسي تحولات استراتيجية توازن بين الحفاظ على العلاقات مع المغرب ومعارضة التحركات الأمريكية الأحادية في ملف الصحراء. ومع تسارع الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، يبدو أن روسيا تحاول التوفيق بين دورها كوسيط دولي وشريك اقتصادي للمغرب، ما يجعلها لاعبا أساسيا في هذا النزاع الإقليمي الشائك.
فاطمة الزهراء الجلاد.