دولي
Le7tv.ma Send an email منذ أسبوعين
جبهة تحرير أزواد تنقذ مواطن إسباني وتكشف زيف الادعاءات الجزائرية

في محاولة جديدة للاقناع، وقع النظام العسكري الجزائري مرة أخرى في مستنقع الأكاذيب والمسرحيات البهلوانية الهزلية. إذ زعم الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون في تدوينة نشرها عبر صفحته في منصة التواصل الاجتماعي، أن الأجهزة الأمنية ووزارة الدفاع الوطني تمكنتا من تحرير الرهينة الإسباني نافارو جياني جيلبرت، بفعالية واحترافية لا أساس لها من الصحة. إلا أن الحقيقة لم تستغرق وقتا طويلا لتكشف عن زيف هذه الادعاءات، حيث فضحت تنسيقية حركات الأزواد بصريح العبارة أن العملية لم تكن من تنفيذ النظام الجزائري، بل كانت عملية ناجحة قامت بها إحدى وحداتها، بفضل تخطيط دقيق ومفاوضات جرت بواسطة أطراف محلية.
وفي بيان لها أعلنت جبهة تحرير أزواد، وهي حركة طوارقية شمال مالي، عن نجاحها في تحرير المواطن الإسباني نافارو جياني جيلبرت، الذي اختطف مطلع الأسبوع الماضي (14 يناير 2025) جنوب الجزائر. والذي تعرض للاختطاف على يد مجموعة مسلحة مجهولة، وتم نقله إلى أراضي أزواد بعد أن حاولت السلطات الجزائرية التستر على حادثة الاختطاف.
في هذا الصدد أكد محمد المولود رمضان، المتحدث باسم جيش التحرير الشعبي التابع للجبهة، أن تحرير الرهينة تم بفضل جهود قواتهم يوم الاثنين الماضي، مشيرا إلى أن المواطن الإسباني يتمتع بصحة جيدة. وأضاف أن الجبهة تعمل حاليا على تسليم الرهينة إلى السلطات الإسبانية.
وبدورها، تسعى الجزائر إلى الادعاء بأنها منقذة هذا المواطن الإسباني، في محاولة لتلميع صورتها الدولية، وهذه ليست المرة الأولى التي تسعى فيها الجزائر لسرقة الإنجازات التي تحققها الجماعات المقاومة في المنطقة، متجاهلة دورها الفعلي في دعم الاستقرار وحماية المدنيين، فبينما تكتفي الجزائر بمحاولات زائفة للاستعراض الأمني، كانت الجبهة في الخطوط الأمامية لتحرير المختطف وإنقاذه.
إن تصريحات الرئيس الجزائري تبون ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الكذبات المتكررة التي تروجها الجزائر على الساحة الإقليمية. وقد فضحت هذه الادعاءات الزائفة سلوك النظام الجزائري الذي أصبح يتخبط في أزمات متعددة، من تدهور الأوضاع الاقتصادية إلى الاحتجاجات الشعبية المتزايدة. وبدلا من مواجهة هذه الأزمات، تلجأ الجزائر إلى أساليب زائفة لتصدير صورة وهمية عن فاعليتها وأمنها، بينما الواقع يقول عكس ذلك تماما.
وتأتي هذه الخطوة التي قامت بها جبهة تحرير أزواد في وقت تواجه فيه العديد من التحديات، نتيجة الأوضاع الأمنية المتدهورة بسبب الجماعات الإرهابية والعصابات المسلحة، المدعومة من جهات متعددة. ورغم تلك الظروف، أثبتت جبهة تحرير أزواد قدرتها على التعامل بحكمة وحزم في مواجهة الأزمات.
وردا على إدعاءات الجزائر، الجبهة أشادت بقدرة قواتها الأمنية التي أظهرت كفاءة عالية في إنجاز المهمة دون التعريض لحياة الرهينة للخطر. كما قدمت الشكر لكل من ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في إنقاذ حياة المواطن الإسباني وإعادته لعائلته في ظروف إنسانية مثالية.
وفي الوقت ذاته، جددت جبهة تحرير أزواد موقفها الرافض لكافة أشكال الجريمة المنظمة والإرهاب، مؤكدة على تمسكها بقيم الإسلام وعادات وتقاليد شعب أزواد، التي ترفض تماما ممارسة الاختطاف وانتهاك حقوق الأفراد.
وأكدت الجبهة على استعدادها الدائم للمشاركة في أي جهود تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، داعية إلى ضرورة التحلي بالمسؤولية الجماعية في التصدي للجماعات الإرهابية التي تهدد السلم في الساحل.
وجدير بالذكر أن جبهة تحرير أزواد تعتبر من أبرز القوى الطوارقية الساعية للحكم الذاتي في منطقة أزواد، التي تشهد اضطرابات متزايدة نتيجة نشاط الجماعات المسلحة.
فاطمة الزهراء الجلاد.