رياضة

أيوب الكعبي عريس ليالي الخميس

سنغوص اليوم في واحدة من أروع و أكبر قصص الصعود إلى القمة في كرة القدم ، بطلها لاعب كان يمارس مهنة النجارة مع والده ليتحول بعدها الى سفاح لا يخطئ طريق المرمى .

أيوب الكعبي ابن مدينة الدار البيضاء ، تعلم أبجديات كرة القدم بالشارع كحال أبناء جيله و من سبقوه ، كبر الفتى و أضحى حديث أبناء حيه و كل من لمح موهبته ، لتخطفه بعد ذلك أعين عراب المدربين المغاربة عبد الحق ماندوزا ، لينضم بعدها أيوب الى الراسينغ البيضاوي و من هنا بدأت رحلة التألق .

ترك أيوب بصمته سريعا بنادي الراك موقعا على 25 هدفا موسم 2016/2017، قاد من خلاله الراسينغ الى الصعود للدوري المغربي الممتاز في الذكرى المئوية لتأسيس النادي . تألق كبير لفت اليه أنظار  العديد من الأندية الكبيرة كالرجاء و الوداد ، لكن إصرار فوزي القجع على ضم اللاعب حسم الأمور لصالح البراكنة ليحط بعدها الكعبي الرحال بالفريق البرتقالي .

دخل الكعبي سريعا في أجواء الدوري الإحترافي ، و بصم على بداية ممتازة نال على إثرها مكانة ضمن التشكيلة الرسمية لأسود الأطلس بكأس افريقيا للمحليين ، هاته الأخيرة شكلت علامة فارقة في مستقبل اللاعب ، حيث قاد الكعبي المنتخب المغربي للتويج بالشان لأول مرة في تاريخه موقعا على 9 أهداف في رقم قياسي غير مسبوق في تاريخ البطولة و هو ما رفع من أسهم اللاعب ليقرر بعدها نادي هيبي الصيني شراء عقده من نهضة بركان في صفقة مدوية بلغت 6 مليون دولار كاغلى صفقة بيع في تاريخ البطولة الوطنية آنذاك.

رحلة أيوب بالصين لم تكن موفقة رغم البداية المثالية للاعب و تسجيله للعديد من الأهداف ، لكن جائحة كورونا كبحت جماح الرجل و اضطر معها العودة الى المغرب من بوابة نادي الوداد الرياضي على فترتين . انبعث خلالها الأسمراني من جديد كطائر “الفينيكس” و قاد الوداد الى التتويج بدرع الدوري المغربي منهيا الموسم هدافا للبطولة برصيد 18 هدفا.

و لأن حلم اللعب بأوروبا ظل يراود الرجل منذ صغره ، منح نادي هتاي سبور التركي الفرصة للكعبي لتحقيق أمنيته ، ليبدأ بعدها ابن زاكورة في تثبيت خطواته حيث اندمج سريعا مع فريقه الجديد مسجلا الهدفا تلو الآخر ، لكن رحلته ببلاد الأناضول ستاخد منعطفا آخرا بعد انسحاب فريقه من الدوري التركي بسبب الزلزال الذي ضرب تركيا ، اضطر معها الى خوض تجربة بالخليج العربي رفقة نادي السد القطري سنة 2023.

سار ذو 31  ربيعا بعدها على نفس المنوال ، و في ظرف لم يتعدى 3 أشهر فقط لفت اليه الأنظار مجددا ، لكن النداء أتاه هاته المرك من كبير بلاد الإغريق اولمبياكوس و هي المحطة التي سيكتب فيها الكعبي اسمه بأحرف من ذهب .

موسم أول خرافي سجل فيه ابن حي”درب ميلان”بالدار البيضاء 11 هدفا بدوري المؤتمرات في 9 مباريات  ، منها الهدف الأغلى في نهائي البطولة امام فيورنتينا ليساهم في تتويج فريقه بأول بطولة أوروبيا في تاريخ النادي بعد سنين عجاف.

و لم يشكل الموسم الحالي الإستثناء ، بل وصل معدل الكعبي التهديفي الو مستويات خرافية بتجاوزه لحاجز 50 هدفا رفقة اولمبياكوس في 81 مباراة بقميص النادي اليوناني ، مواصلا توهجه بليالي الخميس حيث سجل 7 أهداف باليوروباليغ ليقود بذلك ناديه للتأهل الى الملحق.

صفقة مجانية لم يدفع فيها و لو سنتيما واحدا ، كتبت اسمها باحرف من ذهب في سجلات اوروبا و خاصة اولمبيكوس نصب على إثرها أيوب الكعبي نفسه عريسا لليالي الخميس و من دون منازع.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close