مجتمع

الأمن المغربي وتعزيز جهود مكافحة الإرهاب: استراتيجية صارمة واستباقية

في ظل التحديات الأمنية المتزايدة التي يشهدها العالم، يواصل المغرب تعزيز جهوده في مكافحة الإرهاب والتطرف من خلال استراتيجيات أمنية دقيقة تعتمد على التنسيق الاستخباراتي والتدخلات الميدانية الاحترافية. وفي هذا الإطار، أكد السيد بوبكر سبيك، الناطق الرسمي باسم مصالح الأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أن العمليات الأمنية في هذا المجال تخضع لبروتوكول صارم يهدف إلى حماية المواطنين وضمان سلامة عناصر التدخل.
بروتوكول أمني صارم لتحييد التهديدات
خلال ندوة صحافية نظمها المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أوضح السيد سبيك أن أي عملية تدخل أمني تنفذ بناء على معطيات استخباراتية دقيقة، وبتنسيق كامل بين الأجهزة الأمنية والقوات الخاصة. وأشار إلى أن جميع التدخلات الأمنية التي التزمت بهذا البروتوكول لم تسجل أي خسائر في صفوف عناصر التدخل، وهو ما يعكس فاعلية النهج المتبع. كما أكد أن مستوى هذا البروتوكول قابل للتحديث وفقا لمدى تصاعد التهديدات الإرهابية، لضمان تفكيك الخلايا المتطرفة قبل تنفيذ مخططاتها الإجرامية.
تفكيك خلية حد السوالم: تحديات أمنية وإجراءات احترازية.
سلط المتحدث الضوء على التدخل الأمني الأخير الذي استهدف خلية إرهابية في منطقة حد السوالم، حيث واجهت السلطات تحديات كبيرة، من بينها وجود متفجرات وإجراء عناصر الخلية لتجارب سابقة عليها. وقد استدعى هذا الوضع إشراك الكلاب المدربة على كشف المتفجرات، إلى جانب نشر قناصة متخصصين في الرماية الدقيقة على متن مروحية وفوق الأسطح، تحسبا لأي مقاومة مسلحة من المشتبه بهم الذين سبق أن أعلنوا ولاءهم لتنظيم “داعش”.
كما أشار السيد سبيك إلى أن اختيار أفراد الخلية لمنطقة حد السوالم جاء بسبب قربها من أماكن سكنهم، مشيرا إلى توجه بعض الخلايا الإرهابية نحو المناطق القروية، ظنا منها أنها بعيدة عن الرقابة الأمنية، وهو ما يدفع السلطات إلى تكثيف جهودها لمواجهة هذه الاستراتيجيات الجديدة.
الذئاب المنفردة وتغيير تكتيكات الإرهاب
ناقش السيد سبيك أيضا تبني الجماعات الإرهابية لأسلوب “الذئاب المنفردة”، نتيجة تضييق الخناق الأمني على التنظيمات الإرهابية الكبرى. وأوضح أن هذا النهج يعتمد على تنفيذ عمليات فردية بوسائل متاحة مثل الدهس والاعتداءات العشوائية، مما يتطلب يقظة أمنية مستمرة. كما نبه إلى انتقال تنظيم “داعش” إلى مناطق توتر جديدة، خصوصاً في الساحل الإفريقي والقرن الإفريقي وغرب إفريقيا، بعد تراجع نفوذه في العراق وسوريا، مشددا على أن الخطر لا يزال قائما بفعل النشاط السيبراني الذي يعزز انتشار الفكر المتطرف.
الحملات الدعائية وأهمية الإعلام في مواجهة الإرهاب
في سياق آخر، حذر المسؤول الأمني من الحملات الدعائية التي تحاول التشكيك في العمليات الأمنية ضد الإرهاب، مؤكدا أن هذه الدعاية قد تشكل خطراً على الأمن الوطني إذا كانت مكثفة ومنظمة. وأوضح أن بعض الجهات تحاول دفع الأجهزة الأمنية إلى الانكفاء على نفسها، ما قد يمنح التنظيمات الإرهابية فرصة لتنفيذ مخططاتها.
وأكد أن الأجهزة الأمنية المغربية تواجه هذه الحملات من خلال تعزيز التواصل مع وسائل الإعلام، وتقديم معطيات دقيقة حول العمليات الأمنية، وعرض المحجوزات لإثبات أن التهديد الإرهابي لا يزال قائماً. كما أشاد بالدور المهم للإعلام في توعية الرأي العام وتعزيز الشعور بالأمان، مشيراً إلى أن المؤسسات الأمنية المغربية تمتلك ضباطاً مكلفين بالتواصل مع مختلف وسائل الإعلام لصد الحملات الدعائية المغرضة.
التحديات الأمنية المرتقبة واستعدادات المغرب
واختتم السيد سبيك حديثه بالإشارة إلى أن الأجهزة الأمنية المغربية تعمل على تحديث استراتيجياتها الأمنية استعداداً للتحديات المستقبلية، خاصة فيما يتعلق بالفعاليات الرياضية القارية والدولية التي ستحتضنها المملكة. وأكد أن تحقيق الأمن هو ركيزة أساسية لإنجاح هذه التظاهرات وضمان بيئة آمنة للمنافسات الرياضية.
تعكس هذه الجهود الأمنية المتكاملة التزام المغرب بمكافحة الإرهاب والتطرف بأساليب استباقية تعتمد على التنسيق الاستخباراتي والتدخلات الميدانية المحكمة. وبينما تستمر التهديدات الإرهابية في التطور، فإن يقظة الأجهزة الأمنية والتعاون الوثيق مع الإعلام والمجتمع يبقى الضامن الأساسي للحفاظ على أمن واستقرار البلاد.
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close