مجتمع

“التعليم المغربي يستلهم النموذج الياباني.. تجربة جديدة لتأهيل الأساتذة وتطوير مهارات التدريس”

في خطوة تهدف إلى الارتقاء بجودة التعليم، يستفيد أطر التدريس في المغرب من التجربة اليابانية، المعروفة بتفوقها في مجال التربية والتكوين، من خلال برامج تكوينية تستند إلى فلسفة “الدرس البحثي” (Lesson Study) والتعلم النشط، بهدف تطوير الممارسات الصفية وتحسين أداء المعلمين.

وتأتي هذه المبادرة في إطار الشراكة بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA)، حيث يتم التركيز على تمكين الأطر التربوية من تقنيات التدريس الحديثة التي تعتمد على التفاعل المستمر بين التلميذ والمعلم، وتشجيع البحث التربوي داخل الفصول الدراسية.

ويعتمد النظام التعليمي الياباني على نهج يركز على بناء التفكير النقدي والتعلم الذاتي لدى التلاميذ، بدلاً من التلقين التقليدي. من خلال هذه الشراكة، يعمل الخبراء اليابانيون على تدريب الأساتذة المغاربة على منهجية “التدريس التشاركي”، التي تشجع العمل الجماعي، وتحليل الممارسات التعليمية داخل الأقسام، بما يضمن تحسين جودة الدروس وفقاً لتجارب ميدانية حقيقية.

وفي هذا الصدد، أكد عدد من الأساتذة المستفيدين من البرنامج أن التجربة اليابانية فتحت أمامهم آفاقاً جديدة لفهم ديناميات الفصل الدراسي بطريقة أكثر تفاعلية، مما يسمح لهم بتحسين أساليب التدريس وجعل التعلم أكثر جاذبية وفعالية بالنسبة للمتعلمين.

التجربة اليابانية في التعليم تُعرف بانضباطها الصارم وتركيزها على القيم الإنسانية، إلى جانب الأساليب البيداغوجية المتقدمة، وهو ما جعلها نموذجاً يُحتذى به عالمياً. ويراهن المغرب، من خلال هذا التعاون، على نقل جزء من هذه التجربة إلى المدرسة المغربية، سعياً إلى بناء جيل قادر على التفكير النقدي والإبداع، في ظل تحولات معرفية وتقنية متسارعة.

ويرى المتابعون أن نجاح هذه التجربة مرهون بمدى تكيف المنظومة التعليمية الوطنية مع المفاهيم الجديدة التي يجري استلهامها، إضافة إلى توفير بيئة مناسبة لتنزيل هذه الأساليب على أرض الواقع، سواء من حيث البنية التحتية المدرسية أو من خلال تعزيز التكوين المستمر للأساتذة.

في ظل هذه التحولات، يبقى الرهان قائماً على أن تسهم هذه الخطوة في تجويد الممارسات البيداغوجية، وجعل المدرسة المغربية فضاءً محفزاً على الابتكار والتعلم المستدام، بما يواكب المتغيرات العالمية في مجال التربية والتعليم.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close