تكنولوجيا

“ديب سيك” الصيني يهز الأسواق العالمية: هل تهدد الصين الهيمنة التكنولوجية الأميركية ؟

شهدت الأسواق المالية العالمية موجة بيع عنيفة طالت الأصول الخطرة والآمنة على حد سواء، وسط مخاوف متزايدة من قدرة الصين على تحدي الهيمنة التكنولوجية الأميركية في مجال الذكاء الاصطناعي. المحرك الرئيسي لهذه الاضطرابات كان نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد الذي كشفت عنه شركة “DeepSeek” الصينية، والذي يثبت إمكانية تطوير تقنيات متقدمة بكفاءة أعلى وتكاليف أقل مما كان متوقعا.
ضربة لوول ستريت وخسائر قياسية
في وول ستريت، تراجعت مؤشرات الأسهم الرئيسية بشكل جماعي، وكان مؤشر ناسداك التكنولوجي الأكثر تأثرا، حيث فقد أكثر من 3% من قيمته، قبل أن يعكس مؤشر داو جونز اتجاهه بعد موجة الهبوط الأولية. لكن الضربة الأشد جاءت لسهم إنفيديا، الذي سجل انخفاضا تجاوز 16%، مما أدى إلى تراجع قيمتها السوقية بأكثر من نصف تريليون دولار، لتفقد موقعها كأكبر شركة تكنولوجية في العالم من حيث القيمة السوقية، متراجعة إلى المركز الثالث خلف أبل ومايكروسوفت.
الأصول الآمنة لم تكن بمأمن
رغم أن الذهب يعد ملاذا آمنا في أوقات الأزمات، إلا أنه لم يكن بمنأى عن موجة البيع الواسعة، حيث هبط سعر المعدن النفيس بأكثر من 1.4% أو ما يعادل 39 دولارا، ليتم تداوله عند 2733 دولارا للأونصة. ويبدو أن المستثمرين فضلوا تصفية مراكزهم في الذهب لتعويض الخسائر في الأسواق الأخرى.
ضغوط على العملات المشفرة والدولار
في سوق العملات الرقمية، تراجعت بتكوين، التي ينظر إليها كأصل آمن رقمي، بأكثر من 5%، لتتداول دون حاجز 100 ألف دولار. وفي الوقت نفسه، امتد العزوف عن المخاطرة إلى سوق السندات، حيث سجلت عوائد سندات الخزانة الأميركية أدنى مستوياتها في 3 أسابيع، بينما انخفض مؤشر الدولار الأميركي لأدنى مستوى له منذ منتصف دجنبر الماضي.
بينما يشير طرح “DeepSeek” إلى تحول محتمل في ميزان القوى التكنولوجي، حيث تسعى الصين لإثبات قدرتها على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة دون الحاجة إلى كميات هائلة من الطاقة أو موارد ضخمة. وإذا تمكنت الشركات الصينية من ترسيخ نفسها كمنافس حقيقي في هذا المجال، فقد نشهد إعادة تشكيل شاملة لصناعة التكنولوجيا، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد المنافسة بين واشنطن وبكين ليس فقط على المستوى الاقتصادي، ولكن أيضا في مجالات الابتكار والتفوق الرقمي.
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال المطروح: هل نحن على أعتاب عصر جديد يقلب موازين القوى التكنولوجية العالمية، أم أنها مجرد موجة قلق مؤقتة في الأسواق العالمية؟
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close