دولي

حرائق كاليفورنيا: انتقام إلهي أم مؤامرة بشرية شيطانية؟

في كل مرة تندلع فيها حرائق كاليفورنيا، يعود الجدل من جديد حول أسبابها الحقيقية. هل هي كوارث طبيعية ناتجة عن التغير المناخي؟ أم أن هناك قوى خفية تحرك الأحداث لغايات سياسية واقتصادية؟ وبين هذين التفسيرين، يظهر تيار ثالث يحاول تسويق هذه الكارثة على أنها “انتقام إلهي”، وهو خطاب مشبوه يستخدم عادة لتوجيه الرأي العام بعيدا عن الأسباب الحقيقية لما يجري.
الدجالون أكثر من رجال الإطفاء!
يقول بلكبير، “من المثير أن نلاحظ، خلال هذه الحرائق، أن جيشا من المروجين لنظرية “العقاب الإلهي” ظهر فجأة، وكان أكثر عددا وتأثيرا من فرق الإطفاء نفسها! هؤلاء حاولوا تصوير المأساة على أنها غضب سماوي، لكن المفارقة أن ولاية كاليفورنيا، وبالأخص جامعاتها ومجتمعاتها الأكاديمية، كانت من أكثر المناطق الأمريكية دعما وتضامنا مع غزة. فهل أخطأ “الغضب الإلهي” وجهته؟ أم أن هناك من يسعى لتضليل الناس عن الأسباب الحقيقية؟”
وأوضح بلكبير في تحليله، أن هناك عدة مؤشرات تجعلنا نعيد النظر في فرضية أن الحرائق مجرد كوارث طبيعية:
أولا، تخفيض ميزانية الإطفاء: تم خفض ميزانية الإطفاء في كاليفورنيا وحدها بمقدار 16 مليون دولار، وهو ما أضعف قدرتها على مواجهة الحرائق.
ثانيا، تأخر التدخل الفيدرالي: تأخر تدخل الحكومة الاتحادية بشكل غير مبرر، رغم خطورة الوضع.
ثالثا، استنزاف المياه بشكل غير منطقي: استهلاك مفرط وغير مبرر للمياه من قبل المزارعين وشركات تجارة المياه، مما قلل من الموارد المتاحة للإطفاء.
رابعا، : رغم أن البحر قريب، لم تستخدم مياهه في الإطفاء، رغم أن هذه التكنولوجيا متاحة حتى لدول أصغر وأفقر.
خامسا، اشتعال متزامن في مناطق متباعدة: لوحظ اندلاع الحرائق في مناطق غير متجاورة بشكل يثير التساؤل حول ما إذا كان الأمر بفعل فاعل.
سادسا، مماطلة شركات التأمين: كما حدث في هجمات 11 شتنبر، تماطلت شركات التأمين في دفع التعويضات للمتضررين، مما زاد معاناتهم.
الأهداف الحقيقية وراء الكارثة
وبصرف النظر عن الخطاب الديني المضلل، أكد بلكبير، أن هناك من يستفيد سياسيا واقتصاديا من هذه الكوارث. فماذا لو كان الهدف الحقيقي هو دفع سكان كاليفورنيا إلى الهجرة، وخاصة نحو فلسطين؟
في هذا الصدد، أوضح المحلل السياسي، أن “هناك قلق إسرائيلي متزايد من تصاعد ظاهرة “الهجرة المضادة” من فلسطين المحتلة، أي أن المستوطنين بدأوا يغادرون بسبب الظروف الأمنية والاقتصادية. ويمكن أن يتم إغراء المتضررين من الحرائق بالسكن المجاني وفرص العمل في المستوطنات، خاصة أن المناخ في فلسطين يشبه مناخ كاليفورنيا.
ثم أن شركات التقنية الناشئة التي تضررت في كاليفورنيا قد يتم نقلها إلى هناك، مما يعزز الاستيطان.”
الرأسمالية المتوحشة والدين السياسي
يرى بلكبير، أن ما يحدث في كاليفورنيا ليس جديدا، بل هو جزء من نمط متكرر من التوحش الرأسمالي الذي لا يتردد في التضحية بالبشر من أجل المال والسلطة. وعندما يتم توظيف الدين لخدمة هذه الأجندة، نجد دجالين من كل الأطياف – يهودا ومسلمين ومسيحيين – يبررون هذه الكوارث وكأنها “إرادة إلهية”، بينما الحقيقة أن وراءها مصالح مخابراتية وشركات كبرى لا تعبأ بحياة الناس.
ما حدث في كاليفورنيا ليس مجرد كارثة طبيعية فقط، بل قد يكون جزءا من مخطط مدبر لإعادة تشكيل ديموغرافيا معينة، أو ضرب وعي الشعب الأمريكي الذي بدأ يستيقظ على الحقيقة. وبينما يروج البعض لنظرية “الانتقام الإلهي”، علينا أن نسأل: من المستفيد حقا من هذه الكارثة؟
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close