سياسة

تبون.. بوجهين ! يهاجم التطبيع في العلن ويتوسل إسرائيل في السر

يواصل عبد المجيد تبون لعبته السياسية المعتادة، يرفع شعار العداء لإسرائيل في العلن، ويستثمر في الخطاب القومي الشعبوي لاستمالة الداخل الجزائري، بينما في الخفاء، تشير المعطيات الدبلوماسية إلى محاولات مستمرة للتقرب من دوائر القرار الغربية التي تربطها علاقات استراتيجية بتل أبيب. إنها ازدواجية فاضحة تعكس تخبط النظام الجزائري بين شعارات زائفة وواقع سياسي يفرض عليه البحث عن منافذ جديدة لضمان بقائه.

لم يكن خطاب تبون المعادي للتطبيع سوى قناع يوظفه لإلهاء الرأي العام، في وقت تتحدث تقارير دولية عن قنوات سرية تدار خلف الكواليس بين الجزائر وأطراف مرتبطة بإسرائيل، إما عبر وساطات أوروبية أو من خلال لقاءات غير رسمية في محافل دولية. المفارقة أن هذا النظام، الذي يدّعي رفض التطبيع، لم يتخذ أي خطوة فعلية ضد تل أبيب، بل على العكس، يحاول استرضاء القوى الكبرى التي تعتبر إسرائيل شريكًا استراتيجيًا.

في المقابل، يزداد صوت المعارضين الجزائريين ارتفاعًا، متهمين تبون ونظامه بتضليل الشعب وإخفاء حقائق سياسية حساسة. العديد من النشطاء والسياسيين الجزائريين في الداخل والخارج يؤكدون أن “الممانعة” التي يدّعيها النظام ليست سوى مسرحية لإطالة عمر سلطته، وأن الجزائر، رغم خطابها الرسمي، ليست بمنأى عن الحسابات الإقليمية التي تدفعها إلى التودد سرًا لواشنطن، ومن خلالها لإسرائيل. بعض المعارضين يذهبون أبعد من ذلك، مشيرين إلى أن النظام الجزائري، الذي يتهم الآخرين بالخيانة، هو نفسه من يسعى لضمان موقعه بأي ثمن، حتى لو كان ذلك عبر تقديم تنازلات في الكواليس.

الازدواجية لم تعد خافية على أحد، فبينما يهاجم تبون الدول العربية التي اختارت مسار الواقعية السياسية، فإن بلاده لم تتخذ أي موقف حقيقي للدفاع عن القضية الفلسطينية، مكتفية بالشعارات التي أصبحت مجرد استهلاك إعلامي. في الوقت الذي تعمل فيه دول المنطقة على بناء سياسات تخدم شعوبها وتعزز استقرارها، يصر تبون على بيع الوهم لشعبه، محاولًا الإبقاء على نظام مترهل لا يملك رؤية واضحة سوى افتعال الأزمات الخارجية لتغطية فشله الداخلي.

النظام الجزائري مطالب اليوم بكشف موقفه الحقيقي بدل الاستمرار في مسرحية مفضوحة. فإما أن يكون على قدر الشعارات التي يرفعها، وإما أن يعترف بأن زمن المزايدات قد انتهى، وأن الجزائر لا يمكنها الاستمرار في لعب دور “المدافع عن القضايا العربية” بينما تسلك سرًا طريقًا آخر بحثًا عن شرعية دولية ضائعة.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close