سياسة

تولسي غابارد تهاجم غزو العراق وتنتقد فشل الاستخبارات الأمريكية

في خطوة جريئة تعكس موقفها الحاد تجاه السياسة الخارجية الأمريكية، شنت تولسي غابارد، مرشحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنصب مديرة الاستخبارات الوطنية، هجوما لاذعا على إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش، محملة إياها مسؤولية الغزو الأمريكي للعراق بسبب ما وصفته بـ”الفشل التام للاستخبارات”.
جاءت تصريحات غابارد خلال جلسة تعيينها في إدارة ترامب، حيث أكدت أن الاستخبارات الأمريكية ارتكبت أخطاء جسيمة تسببت في تداعيات كارثية، قائلة: “لفترة طويلة جدا، أدت المعلومات الاستخباراتية الخاطئة أو غير الكافية أو المسيسة إلى إخفاقات مكلفة، مما قوض أمننا القومي والحريات الدستورية”.
واعتبرت غابارد أن غزو العراق كان أوضح مثال على هذه الإخفاقات، مشيرة إلى أن القرار بني على معلومات ملفقة أو استخبارات فاشلة بالكامل، الأمر الذي قاد الولايات المتحدة إلى واحدة من أكثر الحروب جدلا في تاريخها الحديث.
وفي حديثها عن تداعيات الحرب، وصفت غابارد الغزو بأنه “قرار كارثي”، أدى إلى خسائر بشرية جسيمة شملت مقتل عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين، إلى جانب ملايين الضحايا في الشرق الأوسط، كما تسبب في هجرة جماعية، وزعزعة الاستقرار في المنطقة، وتقويض أمن واستقرار الحلفاء الأوروبيين. وأضافت أن الحرب أدت أيضا إلى صعود تنظيم داعش، وتعزيز تنظيم القاعدة، وتقوية النفوذ الإيراني، ما جعل الوضع أكثر تعقيدا على المستويين الإقليمي والدولي.
تعكس تصريحات غابارد موقفا ناقدا حادا للحروب الأمريكية في الشرق الأوسط، وهو موقف تبنته سابقا خلال مسيرتها السياسية، حيث لطالما أكدت معارضتها للحروب غير الضرورية، داعية إلى سياسة خارجية أكثر اتزانا تقوم على الدبلوماسية بدلا من التدخلات العسكرية.
هل يعكس هذا الخطاب تحولا في الرؤية الأمريكية؟
تصريحات غابارد، على الرغم من كونها شخصية محسوبة على إدارة ترامب، إلا أنها تتقاطع مع انتقادات وجهها سياسيون من مختلف الأطياف حول فشل الاستخبارات الأمريكية في تقديم معلومات دقيقة قبل اتخاذ قرارات مصيرية، مثل غزو العراق.
يطرح هذا الموقف تساؤلات حول مدى إمكانية تغيير النهج الاستخباراتي الأمريكي في المستقبل، وهل يمكن أن تؤدي مثل هذه الاعترافات إلى إعادة تقييم السياسات الخارجية، أم أنها ستبقى مجرد تصريحات تمر مرور الكرام دون أن تترجم إلى تغييرات حقيقية؟
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close