
أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، خلال جلسة الأسئلة الشهرية بمجلس المستشارين، أن توفير فرص عمل جيدة يعد الهدف الأسمى للسياسات العمومية والقطاعية، وهو المعيار الأساسي الذي تقيس به الحكومة نجاح تدخلاتها الاقتصادية والاجتماعية.
وخلال الجلسة التي تناولت موضوع “المؤشرات الاقتصادية والمالية وتعزيز المكانة الدولية للمغرب”، أوضح أخنوش أن الحكومة لا تعتبر تحسين المؤشرات الاقتصادية والمالية غاية في حد ذاته، بل بوابة رئيسية لتحقيق الإدماج الاجتماعي وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين.
خارطة طريق جديدة للتشغيل بميزانية ضخمة
وفي هذا السياق، كشف رئيس الحكومة عن تخصيص 14 مليار درهم ضمن مشروع قانون مالية 2025، بهدف تفعيل خارطة طريق جديدة لدعم التشغيل. وتهدف هذه الخارطة، التي تندرج ضمن رؤية متكاملة، إلى خلق بيئة مواتية للنمو الاقتصادي وتعزيز فرص العمل بحلول عام 2026.
وأشار أخنوش إلى أن الاستراتيجية الجديدة تقوم على ثلاث ركائز أساسية، تشمل:
1. تشجيع الاستثمارات ذات القيمة المضافة العالية، بهدف توفير فرص شغل مستدامة ومجزية.
2. تحسين فعالية برامج التشغيل الحالية، لضمان استجابة أفضل لحاجيات السوق.
3. الحفاظ على فرص الشغل في العالم القروي، خاصة في القطاع الفلاحي الذي تأثر بتحديات مناخية.
وأكد رئيس الحكومة أن الحكومة وضعت برامج نوعية للحد من البطالة، خاصة بين الشباب والنساء، عبر توسيع نطاق برامج إنعاش التشغيل لتشمل أكثر من 110,000 مستفيد، إلى جانب تعزيز منظومة التكوين بالتدرج المهني، بهدف رفع عدد المستفيدين إلى 170,000 متدرب جديد.
وفيما يتعلق بمعدل البطالة، شدد أخنوش على ضرورة قراءته في سياقه الحقيقي، لاسيما أن العديد من مناصب الشغل الفلاحية التي فقدت بسبب الجفاف، تعد وظائف غير منتظمة وغير مؤدى عنها، وتعتمد على المساعدات العائلية في الأوساط القروية.
وأشار رئيس الحكومة إلى أن عدد مناصب الشغل المؤدى عنها عرف تطورا ملحوظا، مع ارتفاع عدد الأجراء المصرح بهم، إضافة إلى مؤشرات إيجابية أخرى مثل زيادة نسبة تشغيل أصحاب الدبلومات إلى 50% سنة 2023، وارتفاع مناصب الشغل المنتظمة والمدفوعة الأجر بنسبة 5% بين 2018 و2023. كما تم تسجيل زيادة في العقود الدائمة والمحددة المدة بنسبة 11% خلال الفترة 2017-2023.
وخلص أخنوش في حديثه بالتأكيد على أن هذه الدينامية الإيجابية تعكس التطور الذي تشهده قطاعات الصناعة والخدمات والأشغال العمومية، مما يعزز مكانة المغرب الاقتصادية ويساهم في تحسين جودة التشغيل على المستوى الوطني.
فاطمة الزهراء الجلاد.