دولي

ترامب وتميم: حديث غير متوقع عن الأردن ومستقبل المنطقة

في مشهد يعكس تعقيدات السياسة الدولية وتداخل الملفات الإقليمية، التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب في منتجعه بولاية فلوريدا، قبيل انتقاله إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. اللقاء الذي وصف بـ”المصيري” حمل مفاجآت غير متوقعة، ليس فقط بشأن القضية الفلسطينية، ولكن أيضا حول الوضع في الأردن ومستقبله السياسي.
الأردن في ميزان ترامب
وفقا لما نقله أمير قطر بعد الاجتماع، فإن ترامب بدا مهتما بالاحتجاجات التي تشهدها المملكة الأردنية، لكنه لم يفسرها كحركة ضد إسرائيل، بل اعتبرها تعبيرا عن رغبة في التغيير داخل الأردن نفسه. “الوضع هناك ليس جيدا، وهناك رغبة قوية لدى الشعب بالتغيير”، هكذا قال ترامب، مضيفا أن هذا الأمر يجب أن يكون في الحسبان.
وفي سياق حديثه عن الشرق الأوسط، أكد ترامب أنه يسعى إلى وقف الحرب في المنطقة، لكنه لا يريد وقفا لإطلاق النار فحسب، بل إرساء سلام شامل، يتضمن تفاهمات عربية-إسرائيلية، مشيرا إلى ضرورة انضمام قطر إلى مسار التطبيع مع إسرائيل.
البيت الأردني: تحركات داخلية وتحديات سياسية
في الأردن، تزايدت التكهنات حول دور الملكة رانيا في إدارة العرش، وتصاعد نشاط ولي العهد الحسين بن عبدالله، حيث بدا أن الملك عبدالله يسعى لتعزيز مكانة ابنه في المشهد السياسي، من خلال إرساله لبناء علاقات وثيقة مع أعيان المملكة من شرق أردنيين وفلسطينيين.
ترافقت هذه التحركات مع تقارير تتحدث عن نية الملك إجراء إصلاحات كبرى، قد تشمل تسليم السلطة التدريجي إلى ابنه، مع تعزيز سياسات تدمج أكثر بين الفئات المختلفة داخل المملكة. غير أن التحدي الأساسي الذي يواجهه الملك عبدالله ليس داخليا فقط، بل يرتبط أيضا بعلاقاته مع الولايات المتحدة والدول الخليجية، خاصة في ظل الحديث عن طلب أميركي بفتح الأردن لاستقبال ربع مليون فلسطيني جديد ضمن ترتيبات ما بعد الحرب في غزة.
جوليا النشيوات: هل هي مفتاح العلاقات الأردنية-الأميركية؟
وسط هذه التحولات، برز اسم جوليا النشيوات، الأميركية من أصول أردنية، والتي شغلت منصب مستشارة الأمن الداخلي في إدارة ترامب، وزوجة مستشار الأمن القومي مايك والتز. لعبت النشيوات دورا رئيسيا في ترتيب اجتماع بين الملك عبدالله وترامب، حيث عرض الأخير رؤيته لمستقبل المنطقة، وطلب من الأردن دورا أكبر في حل القضية الفلسطينية، وهو ما أثار قلقا كبيرا في الديوان الملكي.
ما بعد الأسد: الفلسطينيون في سوريا أمام واقع جديد
بالتزامن مع هذه التطورات، وفي سوريا، وبعد سقوط نظام بشار الأسد، فرضت “هيئة تحرير الشام” سيطرتها على دمشق، وأبلغت الفصائل الفلسطينية، وخاصة في مخيم اليرموك، بأن السلاح الفلسطيني لم يعد مسموحا. كما أُجبرت الجبهة الشعبية – القيادة العامة على مغادرة مواقعها على الحدود مع لبنان، في خطوة تشير إلى إعادة ترتيب الوجود الفلسطيني في المنطقة، وسط مؤشرات على دور جديد للبنان في هذا الملف.
ختام المشهد: الأردن في قلب العاصفة
يبدو أن الأردن تقف أمام منعطف حاسم في تاريخه السياسي، وسط ضغط أميركي لإعادة ترتيب أوراقه، وتحديات داخلية تتطلب إصلاحات عميقة. وبينما يراقب الملك عبدالله التطورات بحذر، يبقى السؤال الأهم: هل تستطيع الأردن الصمود أمام هذه التحولات الكبرى أم أن رياح التغيير ستفرض واقعا جديدا على المملكة؟
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close