دولي
Le7tv.ma Send an email منذ 6 أيام
الخبيرة في الشأن الإسرائيلي: ترامب ليس مهووسا باتفاقات إبراهيم كما يعتقد البعض

في حديث مميز، أكدت الدكتورة هبة جمال الدين، الأستاذة بمعهد التخطيط القومي ورئيسة قسم الدراسات المستقبلية، والخبيرة في الشأن الإسرائيلي، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليس مهووسا باتفاقات إبراهيم كما يعتقد البعض، بل هو مجرد منفذ لمشروع “دولة المؤسسات” الذي يعمل عليه منذ سنوات داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشارت جمال الدين إلى أن الاتفاقات التي باتت تعرف بـ”اتفاقات إبراهيم” هي نتاج عمل مؤسسات أمريكية متعددة بدأت التخطيط لها منذ تسعينات القرن الماضي، حيث أن واشنطن كانت تعمل على إعداد هذه الاتفاقات قبل أن تظهر بشكل رسمي في ولاية ترامب الأولى. ورغم انتقال السلطة إلى جو بايدن، فإن الإدارة الجديدة لم تتخلى عن هذا النهج، بل شهدت فترة حكمه انضمام دول مثل الهند وإندونيسيا إلى هذه الاتفاقات، وهو ما يدل على استمرارية المشروع بغض النظر عن التغيرات السياسية في البيت الأبيض.
وفي تحليلاتها العميقة حول القضية الفلسطينية، تطرقت جمال الدين إلى سيناريو بديل لتسوية القضية الفلسطينية على النمط الإبراهيمي، حيث أكدت أنه إذا تم الإعلان عن إقامة دولة فلسطينية وفقا لهذا النموذج، فإن هذه الدولة ستكون بلا سيادة حقيقية، إذ لا جيش لها، ولا عملة خاصة بها، ولا اقتصاد منفصل، كما أنها ستخضع إلى الاتحاد الفيدرالي الإسرائيلي. هذا السيناريو، كما تراه الخبيرة، يتضمن قيام الكيان الصهيوني بربط عدة دول عربية في اتحاد فيدرالي تحت قيادته، وهو ما سيمهد الطريق لدول جديدة للدخول في اتفاقات تطبيع مع إسرائيل بحجة موافقة الفلسطينيين على هذه التسوية المزعومة.
وأضافت جمال الدين أنه سيتم إغراء هذه الدول بالعديد من المصالح الاقتصادية، خاصة في مجالات الطاقة النووية والملفات الاقتصادية، التي ستعزز التبادل بين الدول المطبعة وإسرائيل، مما يسهل عملية دمج هذه الدول في مشروعات تهدف إلى السيطرة على الموارد الطبيعية في المنطقة.
وفي هذا السياق، توقعت الخبيرة في الشأن الإسرائيلي أن الفترة المقبلة ستشهد مرحلة من “الخلخلة الداخلية” في الدول العربية، وكذلك في إيران، نتيجة لانضمام هذه الدول إلى السلام الإبراهيمي، تمهيدا لإنشاء الاتحاد الفيدرالي الإبراهيمي. وفي نهاية حديثها، شددت جمال الدين على أن هذا المشروع في حال تنفيذه سيهدف إلى تفتيت الدول العربية، وتوسيع نفوذ إسرائيل في المنطقة.
من خلال هذه التصريحات، تبدو الصورة أكثر وضوحا حول ما يخبئه المستقبل من تطورات قد تكون بالغة الأثر في مستقبل القضية الفلسطينية والدول العربية.
فاطمة الزهراء الجلاد.