دولي

منظمة التجارة العالمية تسلط الضوء على دينامية ريادة الأعمال في المغرب

في إطار احتفالها بالذكرى الثلاثين لتوقيع اتفاق مراكش، تواصل منظمة التجارة العالمية إبراز التجارب الرائدة في ريادة الأعمال والابتكار، حيث سلطت الضوء على تجربة جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) كحاضنة للشركات الناشئة ذات الأثر القاري والعالمي.
وفي أحدث حلقة من سلسلتها الرقمية “على خطى روح مراكش”، قدمت الإعلامية جو أون لي جولة داخل حرم الجامعة في بنجرير، حيث يتم دعم الطلاب والباحثين ورواد الأعمال لإطلاق مشاريع ناشئة ذات تأثير واسع. وأكدت المقدمة أن ريادة الأعمال لا تعتمد فقط على الابتكار، بل تتطلب أيضا بيئة داعمة، تشمل الوصول إلى الأسواق، والاستثمار، والبنية التحتية المناسبة.
تعد جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية نموذجا للانفتاح والتعاون العالمي، حيث توفر حاضنة متكاملة لرواد الأعمال، تشمل برامج التكوين، والاحتضان، والشراكات الدولية. وأشارت السلسلة إلى أن الجامعة لا تكتفي بتقديم المعرفة التقنية، بل تربط المؤسسين بشبكات عالمية، مما يمكنهم من دخول أسواق جديدة، وجذب الاستثمارات، وتحفيز النمو الاقتصادي.
وفي هذا السياق، التقت المقدمة بمدير صندوق رأس المال الاستثماري “UMP Ventures”، الذراع الاستثماري للجامعة، ياسين الغزيوي، الذي أوضح أن منظومة ريادة الأعمال في الجامعة مرت بمرحلتين رئيسيتين:
1. مرحلة التكوين والتثقيف من خلال أكاديمية ريادة الأعمال، حيث يتم تأهيل رواد الأعمال المستقبليين.
2. مرحلة الاحتضان والدعم الاستثماري، التي تشمل برامج الاحتضان المسبق والاحتضان الفعلي، لمساعدة الشركات الناشئة على تحقيق انطلاقتها في السوق.
وأشار الغزيوي إلى أن إفريقيا تعاني من قلة شركات رأس المال المخاطر، ما دفع الجامعة إلى إنشاء واحدة من أوائل هذه الشركات، لتوفير التمويل للمقاولات في المراحل المبكرة، خاصة تلك التي لم تحقق بعد إيراداتها الأولى.
استثمارات في التكنولوجيا والصحة والفلاحة
من خلال صندوق “UMP Ventures”، استثمرت الجامعة حتى الآن في 27 شركة ناشئة، من بينها شركة “Deep Echo” المتخصصة في التكنولوجيا الطبية، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن التشوهات التي تحدث قبل الولادة. هذه التقنية لا تهدف فقط إلى تحسين جودة الرعاية الصحية في إفريقيا، بل تمتلك أيضا إمكانات كبيرة للتوسع في الأسواق العالمية، مثل السوق الأمريكية.
إلى جانب ذلك، تركز الجامعة على القطاع الفلاحي، حيث تدعم مشاريع ناشئة تستخدم أجهزة الاستشعار وصور الأقمار الصناعية لمساعدة المزارعين على تحسين إنتاجيتهم. ويهدف هذا التوجه إلى تحقيق استغلال أمثل لـ 60% من الأراضي الإفريقية، والمساهمة في حل مشكلة الأمن الغذائي في القارة.
العولمة كفرصة لرواد الأعمال الأفارقة
خلص الخبراء في الحلقة إلى أن العولمة تمثل فرصة كبيرة لرواد الأعمال في إفريقيا، حيث لم يعد الابتكار مقتصرا على وادي السيليكون أو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. ففي جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، يتوفر رواد الأعمال على أفضل الخبراء في العالم، بفضل الشبكات الدولية التي تربطهم بها الجامعة، مما يسهم في تطوير مشاريعهم ونقلها إلى المستوى العالمي.
تؤكد هذه التجربة أن المغرب، من خلال مؤسساته التعليمية والبحثية، أصبح فاعلا رئيسيا في ريادة الأعمال والابتكار في إفريقيا، حيث يواصل تمكين المواهب الشابة من بناء مستقبل أكثر استدامة وتنافسية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close