رياضة

من الأطلس إلى الصحراء.. قصة صداقة تتحدى المسافات في “لحاق الصحراوية 2025”

“في الصحراء، كما في الجبال، تكتشفين نفسك من جديد”، بهذه الكلمات تلخص فاطمة الزهراء، الطالبة ذات الـ21 ربيعًا من طنجة، رحلتها مع صديقتها سكينة حمام (28 سنة)، ابنة العيون التي استقرّت في إفران، وهما اللتان تخوضان هذه السنة مغامرة “لحاق الصحراوية” كثنائي يمثل الأقاليم الجنوبية.
بدأت قصة الصديقتين في ماراطون الرباط الدولي 2023، حيث التقتا لأول مرة، قبل أن تتقاطع طرقهما مجددًا بين مسارات إفران الجبلية، حيث خاضتا تدريبات شاقة تحت إشراف المدرب عبد الله العسري، تحضيرًا للنسخة الحادية عشرة من اللحاق. بين مسارات وعرة وأجواء باردة، قطعتا أسبوعيًا ما بين 120 و150 كيلومترًا، متحديتين التعب والظروف القاسية، مدفوعتين بحلم الوصول إلى منصات التتويج.بالنسبة لسكينة، التي بدأت مسيرتها الرياضية في كرة القدم قبل أن يكتشف أستاذ الرياضة موهبتها في الجري، كان الطريق مليئًا بالتحديات. تقول: “في بيئة لا تعتبر الجري رياضة مألوفة للنساء، كان عليّ كسر الكثير من الحواجز، لكن دعم زوجي، وهو بطل سابق، منحني القوة للاستمرار”.

ورغم الإصابة التي تعرضت لها في ماراطون مراكش 2022، لم تستسلم سكينة، بل زادها التحدي إصرارًا على تحقيق هدفها. وفي اليوم الأول من “لحاق الصحراوية 2025”، برزت قوة صداقتهما في لحظة إنسانية مؤثرة، حين بدأت سكينة تتراجع تحت وطأة التعب وحرارة الشمس الحارقة. لكن فاطمة الزهراء، رغم إرهاقها، عادت لمساندتها، وضعت يدها على كتفها، تشجعها بكلمات تبث العزيمة، حتى عبرتا خط النهاية معًا.

تختم فاطمة الزهراء قائلة: “بين جبال الأطلس ورمال الداخلة، تعلمنا أن أقوى الانتصارات هي التي نصنعها معًا. لسنا مجرد عداءتين، بل قصة صداقة مغربية تؤمن أن المستحيل يصبح ممكنًا عندما نتحد”.

هكذا، كتبت سكينة وفاطمة الزهراء فصلاً جديدًا في تاريخ “لحاق الصحراوية”، حيث تجاوزت صداقتهما حدود السباق، لتتحول إلى قصة إنسانية تلخص معنى التحدي والإصرار، وتؤكد أن الروح الرياضية ليست في الفوز فقط، بل في الرحلة التي نخوضها معًا.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close