سياسة
مبادرة ملكية لتعزيز ارتباط دول الساحل بالمحيط الأطلسي تحظى بإشادة برلمانية واسعة

شهد مقر مجلس النواب بالرباط، يوم الخميس، اجتماعا لرؤساء برلمانات الدول الإفريقية الأطلسية، حيث حظيت مبادرة الملك محمد السادس الرامية إلى تعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي بإشادة واسعة من قبل المشاركين.
وفي ختام الاجتماع، صرح رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، أن اللقاء جاء في إطار مواكبة هذا المشروع الملكي الكبير، الذي يعكس التزام المغرب بدعم التنمية في القارة الإفريقية. وأكد أن جميع رؤساء البرلمانات الحاضرين نوهوا بالدور الريادي الذي يضطلع به الملك محمد السادس، مشيرين إلى أهمية المبادرة في تعزيز الاندماج الاقتصادي والروابط التجارية بين دول المنطقة.
وكشف الطالبي العلمي عن توافق رؤساء البرلمانات على ضرورة إنشاء مؤسسة تعنى بمواكبة الحكومات في بلورة هذا المشروع وتنفيذه على أرض الواقع في أقرب الآجال. كما أصدر المشاركون بيانا رسميا عبروا فيه عن تقديرهم لهذه المبادرة الملكية، مشددين على أنها نابعة من إفريقيا ومن أجل إفريقيا، وليست مستوحاة من مؤسسات دولية خارجية.
مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب في قلب المبادرة
ولم تقتصر الإشادة على مبادرة الربط الأطلسي فحسب، بل امتدت أيضا إلى مشروع خط أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، الذي يعد جزءا من الرؤية الملكية لتعزيز التكامل الاقتصادي بين دول القارة. وأوضح الطالبي العلمي أن هذا المشروع، الذي سيمر عبر 13 دولة، سيشكل دعامة أساسية للولوج إلى الطاقة، وسيساهم في دعم الصناعات التحويلية للمناجم التي تزخر بها المنطقة.
ويهدف الاجتماع، الذي جمع رؤساء البرلمانات الإفريقية الأطلسية، إلى تعزيز الحوار البرلماني بين الدول الأعضاء، ووضع أسس شبكة برلمانية مخصصة لدعم مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية. كما يسعى إلى تعزيز التنسيق حول القضايا المشتركة، مثل الإدارة المستدامة للموارد، والأمن البحري، والاستثمار، والتكامل الإقليمي، إلى جانب تشجيع البرلمانات على الاضطلاع بدورها كقوة اقتراحية فعالة لدعم تنفيذ الالتزامات الإقليمية.
تعكس هذه المبادرات التزام المغرب الراسخ بتعزيز الشراكة والتعاون بين الدول الإفريقية الأطلسية، في إطار مقاربة شمولية تستند إلى التنمية المستدامة والتكامل الاقتصادي. ويبدو أن هذه الرؤية تلقى ترحيبا متزايدا في الأوساط الإفريقية، ما يعزز الآمال في تحقيق تكامل اقتصادي ناجع يخدم مصالح شعوب المنطقة.
فاطمة الزهراء الجلاد.