مجتمع
Le7tv.ma Send an email 07/02/2025
المنظمات البيمهنية في المغرب: رافعة استراتيجية لتنمية القطاع الفلاحي

شهدت العاصمة المغربية الرباط، يوم الخميس، ندوة علمية ناقشت الدور الاستراتيجي للمنظمات البيمهنية في تطوير القطاع الفلاحي، بحضور نخبة من الخبراء، والباحثين، والمهنيين، وممثلين عن المؤسسات المعنية. جاءت هذه الفعالية بتنظيم من الجمعية المغربية للمهن الزراعية والبيئية، وبشراكة مع الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، تحت شعار “التخصص المشترك في صميم التنمية الزراعية”، حيث تم تسليط الضوء على الدور المحوري لهذه المنظمات في تعزيز التنمية الفلاحية المستدامة.
محور النقاش: نضج المنظمات البيمهنية وتعزيز فعاليتها
ركزت الندوة على تقييم مدى تأثير المنظمات البيمهنية في القطاع الفلاحي المغربي، سواء من حيث النتائج المحققة أو الأهداف المستقبلية. كما سعت إلى تعميق التفكير في سبل تعزيز نضج هذه المنظمات، عبر تطوير آليات الحكامة، وتحسين التمويل، وتشجيع الابتكار، مما يتيح لها أداء دورها بفعالية أكبر. كما شكلت الندوة فرصة للتواصل وتبادل الخبرات بين مختلف الفاعلين في القطاع، بهدف تعزيز التنسيق والتكامل بين الأطراف المعنية.
دعم حكومي وإشادة بدور المنظمات البيمهنية
في هذا السياق، أكد رضوان عراش، الكاتب العام لقطاع الفلاحة بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، على الأهمية البالغة لهذه المنظمات في تنظيم وتطوير السلاسل الفلاحية، مشيرا إلى أن تطورها يعكس التزاما مشتركا بين الفاعلين في القطاع من أجل تحقيق تنمية مستدامة.
وأضاف أن بعض المنظمات البيمهنية تمكنت من فرض نفسها كنماذج ناجحة، بفضل قدرتها على الابتكار وإضافة قيمة اقتصادية ملموسة، مؤكدا أن الدعم الحكومي في مجالي الحكامة والتمويل سيكون حاسما في ترسيخ هذه النجاحات وتحفيز ظهور مبادرات جديدة واعدة. كما شدد على أن المغرب تبنى خيارا استراتيجيا يتمثل في جعل هذه المنظمات فاعلا رئيسيا في الحكامة القطاعية، مما يساهم في استدامة نمو القطاع الفلاحي.
تأكيد على الشراكة بين المهنيين والحكومة
بدوره، شدد رشيد بنعلي، رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، على الدور الحيوي الذي تلعبه المنظمات البيمهنية في دفع عجلة التنمية الفلاحية، معربا عن رغبته في تعزيز الشراكة بين هذه المنظمات والحكومة. وأشار إلى أن هذا اللقاء يمثل فرصة قيمة للنقاش وتبادل الأفكار بين مختلف الفاعلين، بما في ذلك الباحثون، والخبراء، والمؤسسات، والمهنيون، مما يسهم في خلق رؤية موحدة حول سبل تطوير القطاع.
أما سعيد عزوزي، نائب رئيس الجمعية المغربية للمهن الزراعية والبيئية، فقد شدد على ضرورة إجراء تقييم معمق لدور المنظمات البيمهنية في القطاع، مع التركيز على تحديد العوامل المحفزة التي ينبغي تعزيزها، والتحديات التي يجب تجاوزها، حتى تتمكن هذه المنظمات من القيام بمهامها على أكمل وجه. وأكد على أن هذا النهج ينسجم مع إستراتيجية “الجيل الأخضر”، التي تهدف إلى تحويل هذه المنظمات إلى شريك موثوق قادر على مواجهة الأزمات، سواء في فترات الوفرة أو الندرة، لا سيما في ظل التحديات المناخية المتزايدة.
شهدت الندوة استعراض تجارب ناجحة لبعض المنظمات البيمهنية، مثل الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن و”حليب المغرب”، حيث تم تقديم نماذج حكامتها وطرق اشتغالها، مما يعكس الدور المتنامي لهذه المؤسسات في تنظيم الأسواق وتحقيق الاستدامة.
كما تخللت الفعالية جلسات نقاش معمقة حول القضايا الرئيسية التي تواجه المنظمات البيمهنية، خاصة فيما يتعلق بتمويلها، وتنظيمها المؤسسي، وسبل تعزيز حكامتها، وذلك بهدف اقتراح حلول عملية من شأنها تمكين هذه المنظمات من أداء دورها بفعالية أكبر.
تشكل المنظمات البيمهنية إحدى الركائز الأساسية في تطوير القطاع الفلاحي بالمغرب، حيث تعمل على تحسين تنظيم السلاسل الإنتاجية، وتعزيز التنسيق بين المهنيين، وضمان استدامة الموارد. ومع تزايد التحديات التي يواجهها القطاع، يصبح من الضروري تعزيز دور هذه المنظمات من خلال توفير بيئة مؤسساتية داعمة، وتمويل مستدام، وتمكينها من آليات حكامة فعالة، مما سيمكنها من الاضطلاع بدورها كاملا في تحقيق التنمية الفلاحية المنشودة.
فاطمة الزهراء الجلاد.