الإدماج المالي للتجار: خطوة جديدة نحو الرقمنة وتعزيز الاقتصاد الوطني

في خطوة تهدف إلى دعم التجار وتعزيز اندماجهم في المنظومة المالية الرقمية، شهدت العاصمة الرباط، يوم الجمعة، إطلاق قافلة الإدماج المالي للتجار، وهي مبادرة تسعى إلى تسهيل استفادة التجار من الخدمات المالية الحديثة وتحفيزهم على تبني حلول الأداء الرقمي.

مبادرة لتعزيز التحول الرقمي في قطاع التجارة

تم إطلاق هذه القافلة بحضور شخصيات بارزة في المجال الاقتصادي والمالي، من بينهم وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، ورئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، حسن صاخي، بالإضافة إلى رئيس مجلس الإدارة الجماعية لـ”البريد بنك”، الأمين النجار، والمدير العام لشركة “فيزا” بالمغرب، سامي رمضان.

وتهدف هذه القافلة إلى تحسيس التجار بأهمية الاعتماد على وسائل الدفع الإلكتروني، من خلال عرض تمويلي مبتكر تم تطويره خصيصا لهم. ويشمل هذا العرض، الذي جاء نتيجة شراكة بين وزارة الصناعة والتجارة و”البريد بنك” وشركة “فيزا”، مجموعة من الخدمات المالية التي تتناسب مع احتياجات التجار، مثل توفير حلول تمويلية ميسرة، وتقديم آليات للأداء الرقمي، إضافة إلى خدمات “البريد كاش”.

انطلاقة تجريبية مع طموح للتوسع الوطني

في مرحلة أولى، ستشمل القافلة منطقة الرباط-سلا-القنيطرة، حيث سيتم التواصل مع ألف تاجر موزعين على ست مدن: الرباط، سلا، القنيطرة، الخميسات، سيدي قاسم، وسيدي سليمان. ومن المقرر أن يتم تعميم هذا المشروع على جميع جهات المملكة بحلول نهاية عام 2025، لضمان استفادة أكبر عدد ممكن من التجار من هذه الخدمات.

وخلال حفل الإطلاق، أكد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، أن هذه المبادرة تأتي ضمن الرؤية الاستراتيجية للحكومة الرامية إلى تعزيز الرقمنة والإدماج المالي، مشددا على أن “توفير حلول دفع عصرية وآمنة للتجار يعكس التزام الحكومة بمواكبة التحولات الاقتصادية والتكنولوجية في القطاع التجاري”.

أما الأمين النجار، رئيس “البريد بنك”، فقد أشار إلى أن هذا العرض تم تصميمه ليلبي الاحتياجات اليومية للتجار، سواء من حيث الخدمات البنكية أو التمويلية، مع التركيز على حلول رقمية تسهل عمليات الدفع.

من جانبه، عبر حسن صاخي، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات، عن التزام الغرفة بدعم التجار في تبني الحلول الرقمية، معتبرا أن هذه القافلة “فرصة قيمة لتمكين التجار من الوصول إلى خدمات مالية ميسرة تساعدهم في تطوير أعمالهم”.

كما أكد سامي رمضان، المدير العام لشركة “فيزا” بالمغرب، على أهمية التحول نحو الأداء الرقمي، مشيرا إلى أن الدراسات أظهرت أن “ثلثي التجار الصغار يفضلون الدفع الإلكتروني، وأن من اعتمدوه شهدوا تحسنا في أرباحهم وزيادة في قاعدة زبائنهم”.

نحو اقتصاد رقمي أكثر شمولا

تمثل قافلة الإدماج المالي للتجار خطوة جديدة نحو تعزيز الاقتصاد الرقمي في المغرب، حيث تسعى إلى خلق بيئة تجارية أكثر مرونة وكفاءة، مع توفير حلول دفع آمنة وسهلة الاستخدام. ومع التوسع المرتقب لهذا المشروع على المستوى الوطني، سيكون للتجار المغاربة فرصة أكبر للانخراط في منظومة مالية حديثة تدعم نموهم واستدامة أنشطتهم.

هذه المبادرة تعكس التزام كل من وزارة الصناعة والتجارة و”البريد بنك” و”فيزا” بتعزيز الشمول المالي، وهو عنصر أساسي في تطوير قطاع التجارة، ودعم التحول الرقمي الذي أصبح ضرورة ملحة لمواكبة التغيرات الاقتصادية العالمية.

فاطمة الزهراء الجلاد.