
تواصل الجزائر تحركاتها لعرقلة أي تقارب دبلوماسي بين المغرب وسوريا، في خطوة تعكس هوس نظام تبون بمحاولة إضعاف الحضور المغربي إقليميًا. غير أن هذه المناورات تصطدم بواقع جديد، حيث تبدو دمشق أكثر انفتاحًا على الرباط، خصوصًا بعد تهنئة الملك محمد السادس للدبلوماسي المغربي أحمد الشرع بمناسبة تعيينه سفيرًا في سوريا، وهي رسالة واضحة على دفء العلاقات بين البلدين.
في المقابل، تحاول الجزائر جرّ النظام السوري إلى صفها عبر استغلال الزيارات الرسمية، كان آخرها زيارة وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إلى دمشق. غير أن هذه التحركات تبدو محكومة بالفشل، خاصة أن المغرب ينهج سياسة دبلوماسية متزنة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بعيدًا عن أي حسابات أيديولوجية أو محاولات شراء الولاءات.
موقف الجزائر من التقارب المغربي السوري ليس مفاجئًا، إذ لطالما حاول النظام الجزائري وضع العصي في عجلة الدبلوماسية المغربية، سواء في إفريقيا أو العالم العربي. غير أن المتغيرات الإقليمية تجعل هذه المحاولات محدودة التأثير، حيث باتت دمشق أكثر انفتاحًا على مختلف العواصم العربية، بمن فيها الرباط، مما يقوّض المشروع الجزائري لعزل المغرب دبلوماسيًا.
مع استمرار هذه التطورات، يبدو أن المغرب يرسّخ حضوره في المشهد الإقليمي، بينما تواصل الجزائر هدر جهودها في معارك دبلوماسية خاسرة، بدل التركيز على أزماتها الداخلية المتفاقمة.