دوليسياسة

الفضيحة الدبلوماسية للجزائر في سوريا: تورط الجيش والبوليساريو في حروب غير مشروعة

في خطوة غير مسبوقة، رفض الرئيس السوري أحمد الشراع بشكل قاطع طلبا رسميا تقدم به وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، للإفراج عن أسرى جزائريين، من بينهم ضباط رفيعوا المستوى وجنود من الجيش الجزائري، بالإضافة إلى مقاتلين من مليشيات البوليساريو الانفصالية. هؤلاء المعتقلون تم القبض عليهم في الأراضي السورية خلال مواجهات دارت حول مدينة حلب، حيث كانوا يقاتلون إلى جانب جماعات مسلحة ضمن تحالف تقوده هيئة تحرير الشام.
إحراج دبلوماسي للجزائر وفضيحة مدوية
جاء الرد السوري بمثابة صفعة قوية للجزائر، إذ أكد الرئيس أحمد الشراع أن الأسرى الجزائريين وعناصر البوليساريو سيتم تقديمهم للمحاكمة إلى جانب آخر الموالين للنظام السوري السابق، مشددا على أن بلاده ستطبق المعايير الدولية في التعامل مع أسرى الحرب. هذا الإعلان لم يقتصر على كونه رفضا لطلب الجزائر، بل شكل أيضا إدانة صريحة للدور المشبوه الذي تلعبه الجزائر في الصراع السوري، حيث أصبح الجيش الجزائري، الذي يفترض أنه ملتزم بعدم التدخل خارج حدوده، متورطا في حرب بالوكالة على الأراضي السورية.
تدخل غير مشروع وخرق صارخ للعقيدة العسكرية الجزائرية
لطالما دافعت الجزائر عن مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، لكن هذه الفضيحة تسقط أسطورة “العقيدة العسكرية الجزائرية”، التي تدعي التزام الجيش بالبقاء داخل حدوده وعدم التورط في نزاعات إقليمية. ولكن الحقائق على الأرض تثبت العكس تماما، إذ تحول الجيش الجزائري إلى فيالق من المرتزقة الذين يقاتلون خارج أراضيهم، مما يضع النظام الجزائري في موقف حرج أمام المجتمع الدولي.
دليل إدانة دامغ ضد الجزائر
تعليق وزارة الخارجية الفرنسية عبر إذاعة مونت كارلو الدولية أكد أن هذا الحدث يشكل إدانة صارخة للجزائر من عدة جوانب:
أولا؛ تدخل سافر في الشؤون الداخلية السورية، مما يتناقض مع كل التصريحات الجزائرية السابقة حول احترام سيادة الدول.
ثانيا؛ مشاركة مباشرة في قتل الشعب السوري، مما يضع الجزائر في خانة الدول التي تصدر العنف والإرهاب بدلا من لعب دور الوسيط الدبلوماسي.
ثالثا؛ إدانة للجيش الجزائري، الذي لم يعد مؤسسة سيادية، بل أداة عسكرية تستخدم لخوض حروب خفية وغير شرعية.
رابعا؛ إدانة لعصابة البوليساريو، التي لم تكتف بالتواطؤ مع الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، بل أصبحت تصدر الإرهاب إلى دول أخرى مثل سوريا، مما يستوجب تصنيفها كمنظمة إرهابية دوليا.
البوليساريو: أداة الجزائر في تصدير الإرهاب
فضيحة اعتقال مقاتلي البوليساريو في سوريا تضع هذه الجماعة الانفصالية في مرمى المجتمع الدولي، حيث يتأكد مرة أخرى أنها ليست مجرد حركة تدعي النضال، بل ميليشيا عسكرية إرهابية تتحرك وفق أجندات خفية. تورطها في سوريا يضاف إلى سجلها الأسود، الذي يشمل التحالف مع جماعات إرهابية في منطقة الساحل والصحراء الكبرى، فضلا عن ارتباطها الوثيق بإيران وحزب الله اللبناني، وهي علاقات سبق أن دفعت المغرب إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران في 2018.
هل يتحرك المجتمع الدولي لوقف هذا العبث؟
هذه القضية تكشف الوجه الحقيقي للنظام الجزائري، الذي لم يعد يكتفي بتمويل وتسليح مليشيات إرهابية مثل البوليساريو، بل أصبح يساهم مباشرة في زعزعة استقرار دول عربية مثل سوريا، في الوقت الذي يفشل فيه داخليا في تحقيق تطلعات شعبه نحو الديمقراطية والتنمية.
إن السكوت الدولي عن هذا السلوك المارق سيشجع الجزائر على التمادي في مغامراتها العسكرية المشبوهة، مما يهدد الأمن الإقليمي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. لذا، فإن إعلان البوليساريو كمنظمة إرهابية وإدانة النظام الجزائري لم يعد خيارا بل ضرورة ملحة للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
سقوط الأقنعة
رفض سوريا القاطع للتدخل الجزائري يكشف المستوى الخطير من التخبط الذي وصل إليه النظام في الجزائر، الذي لم يعد يجد مخرجا من أزماته الداخلية سوى الارتماء في مستنقعات عسكرية خارجية خطيرة. هذه الفضيحة لن تمر مرور الكرام، فالعالم بات يدرك أن الجزائر لم تعد دولة تدافع عن الشعوب كما تدعي، بل أصبحت راعية للجماعات الانفصالية والإرهابية، مما يسرع خطوات عزلها على الساحة الدولية.
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close