صحيفة “العرب” تكشف تورط الجزائر عسكريًا في سوريا.. ودمشق ترفض الإفراج عن ضباطها المحتجزين

تناولت صحيفة “العرب” اللندنية في تقريرها الأخير تطورات صادمة بشأن تورط الجزائر العسكري في الحرب السورية، مؤكدة أن زيارة وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إلى دمشق جاءت في محاولة سرية لاستعادة مئات العسكريين الجزائريين وعناصر من جبهة البوليساريو الذين تم اعتقالهم أثناء القتال إلى جانب نظام الأسد. غير أن السلطات السورية رفضت تمامًا الرضوخ للضغوط الجزائرية، متمسكة بمحاكمتهم كغيرهم من المقاتلين الأجانب الذين دعموا النظام السوري خلال الصراع.
التقرير أشار إلى أن هؤلاء العسكريين الجزائريين، الذين يقدر عددهم بحوالي 500 جندي وضابط، بينهم رتب عليا، وقعوا في قبضة هيئة تحرير الشام أثناء المعارك في محيط حلب، قبل أن يتم تسليمهم إلى دمشق. هذه المعلومات، التي كانت الجزائر تحاول إبقاءها سرية، تفسر الموقف الجزائري المنحاز للأسد منذ اندلاع الثورة السورية، حيث سارع النظام الجزائري إلى تصنيف المعارضة السورية كـ”إرهابيين” وأعلن دعمه الكامل للنظام السوري، في محاولة لحماية مصالحه والتغطية على تدخلاته العسكرية في المنطقة.
ورصدت الصحيفة ردود فعل غاضبة على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث توعد مقاتلون سوريون النظام الجزائري بالانتقام بعد سقوط الأسد، مهددين باستهداف السفارة الجزائرية في دمشق ردًا على انحياز الجزائر ودعمها العسكري للنظام السوري طيلة سنوات الحرب. كما أكدت الصحيفة أن القضية أصبحت أزمة دبلوماسية معقدة بالنسبة للجزائر، خاصة مع تكشف دورها في تنسيق عسكري مع إيران، التي تدعم بدورها جبهة البوليساريو بالأسلحة والطائرات المسيرة، وهو ما يضع الجزائر في مواجهة مباشرة مع قوى دولية وإقليمية رافضة للنفوذ الإيراني في المنطقة.
في ظل هذه التطورات، أوضحت “العرب” أن الجزائر تجد نفسها أمام إحراج دبلوماسي كبير، حيث تحاول جاهدة التقليل من شأن القضية عبر تصريحات متناقضة، بينما تتجه السلطات السورية إلى التعامل بحزم مع العسكريين الجزائريين المحتجزين. الموقف السوري يعكس مدى العزلة التي باتت تعيشها الدبلوماسية الجزائرية، بعد سنوات من الانخراط في تحالفات مشبوهة ودعم ميليشيات مسلحة في مناطق نزاع لا تمت بصلة للمصالح الوطنية الجزائرية.