سياسة
Le7tv.ma Send an email 13/02/2025
الجزائر تفشل في الظفر بمقعد مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي

في خطوة مثيرة للجدل، فشلت الجزائر في الظفر بمقعد في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي ، وهو ما يعد نكسة دبلوماسية لطموحاتها الإقليمية وسياستها الخارجية داخل القارة السمراء.
رهان الجزائر وسقوط الحسابات
لطالما سعت الجزائر بقوة لاستعادة هذا المقعد الذي يشغله المغرب منذ ثلاث سنوات، معولة على تحركات دبلوماسية نشطة داخل أروقة الاتحاد الإفريقي. إلا أن جهودها لم تفلح في إقناع الدول الإفريقية بمنحها ثقتهم، ما أدى إلى إخفاقها في حشد الدعم اللازم للفوز بالانتخابات.
ويبدو أن العلاقات المتوترة بين الجزائر وعدد من الدول الإفريقية كانت أحد الأسباب التي حالت دون تحقيقها لهذا الهدف، خاصة في ظل خلافاتها الدبلوماسية مع دول في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل، فضلا عن مواقفها السياسية الحادة تجاه بعض القضايا الإقليمية.
تصويت سري وغياب الدعم المتوقع
جرت الانتخابات في أجواء من السرية، ما يجعل من الصعب تحديد الدول التي امتنعت عن دعم ترشيح الجزائر. ومع ذلك، فإن عدم حصولها على العدد المطلوب من الأصوات يعكس بشكل واضح حجم التحديات التي تواجهها سياستها الخارجية في القارة.
وتعكس هذه النتيجة تراجع التأثير الجزائري في الاتحاد الإفريقي، مقارنة بدول أخرى نجحت في تعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع شركائها الأفارقة، وهو ما مكنها من ضمان مواقع نفوذ داخل مؤسسات الاتحاد.
انتخابات جديدة وترقب لموازين القوى
في ضوء هذا الإخفاق، سيعاد تنظيم الانتخابات قريبا لاختيار الأعضاء الجدد في مجلس السلم والأمن الإفريقي. ومن المنتظر أن تعقد هذه الانتخابات خلال القمة العادية الـ38 للاتحاد الإفريقي، المقررة يومي 15 و16 فبراير في أديس أبابا، والتي ستسبقها اجتماعات المجلس التنفيذي (وزراء الخارجية) يومي الأربعاء والخميس.
ومن المتوقع أن تشهد هذه الدورة إعادة تشكيل المشهد الدبلوماسي الإفريقي، حيث ستتم أيضا انتخابات جديدة لقيادة مفوضية الاتحاد الإفريقي، إضافة إلى اختيار خمسة أعضاء في مجلس السلم والأمن.
ما وراء الفشل: دروس وعبر
لا شك أن خسارة الجزائر لهذا المنصب المهم ستدفعها إلى مراجعة استراتيجيتها الدبلوماسية داخل الاتحاد الإفريقي، خصوصا أن هذا الفشل يأتي في ظل تحديات إقليمية كبيرة، أبرزها علاقاتها مع جيرانها، وتطورات المشهد السياسي في شمال وغرب إفريقيا.
كما أن هذه النتيجة تعكس حقيقة أن السياسة الإفريقية لم تعد تعتمد فقط على الخطاب التقليدي والتاريخي، بل أصبحت تقوم على المصالح والشراكات الاستراتيجية، وهو ما قد يفرض على الجزائر إعادة النظر في أولوياتها داخل القارة لضمان نفوذ أكثر فاعلية مستقبلا.
فاطمة الزهراء الجلاد.