رياضة

هجرة اللاعبين المغاربة صوب ليبيا معضلة حقيقية تهدد مستقبل كرتنا الوطنية

شهدت البطولة الوطنية في الأشهر الأخيرة هجرة جماعية غير مسبوقة للاعبين المحليين و الأجانب على حد سواء نحو الدوري الليبي ، ما يشكل معضلة حقيقية لأنديتنا الوطنية و التي وقفت عاجزة عن إيقاف هذا النزيف الحاد.

فليبيا التي عانت و لازالت تعاني من تبعات الحرب الأهلية التي نخرت جسد البلد و فرقت قبائلها و شعبها ، أضحت ملاذا للعديد من  اللاعبين الباحثين عن تأمين مستقبلهم المادي في ظل عجز شبه كلي من طرف أنديتنا الوطنية عن الإحتفاظ بنجومها بالنظر للأزمة المالية الكبيرة التي تتخبط فيها جل الفرق ، فضلا عن غياب الدعم المادي من طرف الجهات الوصية على كرة القدم بالمغرب .

اتبعت ليبيا نهج جارتنا الجزائر ، و عمدت إلى دعم الأندية المحلية ماديا بشكل قوي لتطوير المنتوج المحلي و استقطاب لاعبين دوليين و بمبالغ كبيرة .

الإتحاد ، الأهلي ، النصر ، السويحلي ، بل و حتى الصقور و هو نادي هامشي ، كلها أندية  باتت قبلة و وجهة مفضلة للعديد من اللاعبين الذين أتتوا في الأمس القريب فضاء الدوري المغربي و تركوا بصمتهم الكبيرة .

ووفقا لإحصائيات دقيقة ، بات ينشط حاليا بالدوري الليبي أكثر من 50 لاعبا مغربيا سواء بالدوري الممتاز أو الدرجة الثانية ، في مشهد سريالي يوضح بالملموس عمق الأزمة التي تعيشها كرتنا المحلية .

و يعود ذلك بالأساس الى غياب الدعم المادي من الجهات المختصة ، و كترة النزاعات علاوة عن التسيير العشوائي للعديد من الرؤساء الذين تعاقبوا على أنديتنا الوطنية خاصة الكبرى منها ، و إذا استمرت دار لقمان على حالها دون تدخل عاجل من طرف الدولة و الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم سيستمر النزيف و قد يؤدي ببطولتنا الوطنية إلى السكتة القلبية.

أندية مرجعية  كالوداد ، الرجاء و الجيش  تعتبر قاطرة الكرة المغربية لم تستطع الوقوف في وجه الإغراءات المادية التي تقدمها الأندية الليبية ، حيث اختار زريدة ، سيدي بونا عمر ، توميسانغ أوريبوني و آخرون … الرحيل صوب ليبيا بحثا عن تقاضي رواتب عالية ومكافآت مالية جيدة لتأمين مستقبلهم المادي بصرف النظر عن تطوير مستواهم التقني و الفني.

مخاطر هذا النزوح عديدة و قد تدفع بكرتنا الوطنية الى ما لا يحمد عقباه ، منها خسارة مواهب كروية تتوفر على هامش تطور كبير جدا ، و عدم القدرة على استقطاب نجوم أجانب في المستقبل مفضلين تغيير الوجهة صوب أموال الغاز و البترول بليبيا ، ما سيضعف من بطولتنا المحلية ، و سيؤتر بالسلب على شعبية الجلد المدور بالمغرب.

في الختام، يبدو أن هجرة لاعبي البطولة المغربية إلى ليبيا هي ظاهرة معقدة تثير العديد من الأسئلة حول الأسباب والنتائج المحتملة ، و من المهم أن ندرك أن الأزمة المالية الخانقة للأندية المغربية والإغراءات المادية التي تقدمها الأندية الليبية هي الأسباب الرئيسية وراء هذا النزوح.

و يجب على المسؤولين والمنظومة  الرياضية ككل  في المغرب أن يبحثوا عن حلول عاجلة  لتحسين الظروف المالية للأندية المغربية ، بضرورة تفعيل نظام الشركات لتشجيع الإستثمارات المحلية و الأجنبية  ، و توفير فرص أفضل للاعبين من أجل الممارسة ، بهدف تحصين و الحفاظ على أفضل مواهبنا المغربية و الأجنبية بغية تطوير منتوجنا الكروي.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close