
استكملت محكمة الاستئناف، اليوم الجمعة، جلساتها في قضية “إسكوبار الصحراء”، حيث استمعت إلى المتهم سليمان.ح، الذي يواجه اتهامات تتعلق بتهريب المخدرات عبر النقطتين الحدوديتين 88 و90 باتجاه الجزائر. المتهم نفى بشدة جميع التهم الموجهة إليه، مؤكداً أنه مجرد راعٍ للماشية ولا علاقة له بأي نشاط غير قانوني، كما شدد على أنه لا يمارس مهامه بالقرب من الحدود المغربية الجزائرية.
ورغم إنكاره، واجهته المحكمة بأقواله المسجلة لدى الضابطة القضائية، والتي تضمنت اعترافه السابق بمعرفته بمسالك التهريب في المنطقة بحكم عمله، حيث كان على دراية تامة بالمنافذ الآمنة لعبور البضائع إلى الجزائر. كما تم استعراض محاضر تفيد بتلقيه اتصالاً من ابن عمه علال، الذي طلب منه نقل حقائب تحتوي على المخدرات نحو الحدود الجزائرية، وهو ما نفاه سليمان، مؤكداً عدم تواصله معه وعدم وجود أي اتصال هاتفي يربطه به.
وفي محاولة لتعزيز موقفه، تمسك المتهم بنفيه لجميع التهم، مدعياً تعرضه للضرب والإكراه من طرف الفرقة الوطنية أثناء التحقيق، وإجباره على الشهادة ضد ابن عمه علال مقابل إطلاق سراحه. غير أن المحكمة عرضت عليه تسجيلات هاتفية توثق مكالماته مع أفراد متورطين في عمليات التهريب، تضمنت تنسيق مواعيد تهريب المخدرات، الاتفاق مع أحد عناصر القوات المسلحة لتجنب كاميرات المراقبة، وتحديد توقيت العبور ومواقعه. كما تم الكشف عن أقوال علال، الذي يعتبر العقل المدبر لشبكة التهريب، والتي أفادت بأن سليمان كان مسؤولاً عن تهريب الشحنات بالتنسيق مع أحمد.ح، وتحت إشراف مير بلقاس، صهر رجل الأعمال المعروف عبد النبي بعيوي.
ورغم تقديم هذه الأدلة، ظل سليمان متشبثاً ببراءته، مؤكداً أن ذكر اسمه في هذه القضية ليس سوى افتراء.
في السياق ذاته، استمعت المحكمة أيضاً إلى المتهم أحمد.ح، البالغ من العمر 60 سنة، الذي أنكر جميع التهم المنسوبة إليه، مؤكداً أنه مجرد فلاح يمتلك أرضاً زراعية وماشية، ولا علاقة له بأي أنشطة غير قانونية. كما عبر عن استغرابه من إدراج اسمه في هذا الملف، خاصة في ظل غياب أي دليل مباشر يربطه بشبكة “إسكوبار الصحراء”، على حد قوله.
ورغم مواجهته بتسجيلات صوتية ومحاضر الضابطة القضائية، واصل المتهم إنكاره، نافياً أي علاقة له بـ “إسكوبار الصحراء”، غير أن المحكمة عرضت عليه معطيات توثق زيارته لمنزله في الدار البيضاء، بالإضافة إلى حضوره معه في إحدى العلب الليلية بالمدينة. وأثناء الجلسة، دخل المتهم في نقاش حاد مع القاضي، حين قال له: “الله يهديك يا السيد الرئيس”، ليرد عليه القاضي بحزم: “يهديني أنا أم أنت؟ تأدب في كلامك”، ما دفع المتهم إلى التراجع والاعتذار على الفور.
القضية لا تزال مفتوحة أمام المحكمة، وسط توقعات بمزيد من المفاجآت حول نشاط الشبكة والعناصر المتورطة فيها،حيث تم تأخير الجلسة إلى الجمعة القادمة.