
أكد خبير المحاسبة المجاز والباحث في الاقتصاد السياسي أحمد بهجة، في مقال نشره بجريدة البناء تحت عنوان “نحن اليوم التالي…”، أن المقاومة الفلسطينية في غزة نجحت في تحقيق انتصار استراتيجي على العدو الصهيوني، رغم الجرائم الوحشية التي ارتكبها الاحتلال، من القتل والتدمير إلى الحصار والتجويع.
وأشار بهجة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي فشل في تحقيق أي صورة للنصر، حتى بعد استهدافه القائد الشهيد يحيى السنوار، الذي تحول استشهاده إلى رمز جديد للصمود والانتصار. وأضاف أن المقاومة الفلسطينية، وخصوصا كتائب القسام، قدمت نموذجا استثنائيا في إدارة المواجهة، حتى في تفاصيل عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين، التي جرت بأسلوب منظم يعكس قوة المقاومة وثباتها، وهو ما أوقع قادة الاحتلال في حالة من الصدمة والارتباك.
ولفت بهجة إلى أن مشهد النصر لم يقتصر على غزة، بل امتد إلى جنوب لبنان، حيث عاد أبناء القرى والمدن الجنوبية إلى ديارهم مرفوعي الرأس، رغم آثار الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي. وأضاف أن انتشار الجيش اللبناني بالتزامن مع عودة الأهالي شكل مشهدا متكاملا جسد ثلاثية “الشعب والجيش والمقاومة”، رغم محاولات البعض التقليل من أهميتها في النقاشات السياسية حول البيان الوزاري.
وفيما يخص الوضع اللبناني، أشار بهجة إلى أن تشكيل حكومة القاضي نواف سلام، بمباركة رئيس مجلس النواب نبيه بري، يفتح الباب أمام تحديات كبرى، في ظل الأزمات الخانقة التي يواجهها البلد. وأعرب عن أمله في أن تكون الحكومة على مستوى المسؤولية، نظرا للحاجة الملحة إلى إصلاحات جذرية تشمل مختلف القطاعات.
وختم بهجة مقاله بالتأكيد على أن غزة والجنوب اللبناني يشكلان اليوم عنوانا لمرحلة جديدة، حيث تكتب معادلات سياسية وعسكرية مختلفة، عنوانها “نحن اليوم التالي”، في إشارة إلى استمرار الصمود والمقاومة رغم كل التحديات.
فاطمة الزهراء الجلاد.