سياسة
Le7tv.ma Send an email منذ 4 أسابيع
وهبي يهاجم “البيجيدي” ويدافع عن أخنوش في مواجهة الانتقادات

في مشهد سياسي مشحون، شهد اجتماع لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب مواجهة ساخنة بين وزير العدل عبد اللطيف وهبي ورئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، عبد الله بوانو. فبعد أن أكد وهبي على حرية التعبير وانتقاد الحكومة دون قيود، لم يتوان عن توجيه انتقادات لاذعة لحزب “المصباح”، متسائلا عن ازدواجية معاييره في التعامل مع رئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش.
انتقاد بنكيران وإثارة الجدل
لم يتردد وهبي في الإشارة إلى الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، متسائلا عن مواقفه وتصريحاته المثيرة للجدل، وخاصة عندما هاجم الأخير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. واعتبر وزير العدل أن مثل هذه التصريحات قد تخضع للنصوص القانونية، متسائلا عما إذا كان القضاء سيتدخل في هذه القضية أم لا، قبل أن يضيف بلهجة ساخرة: “لا يوجد سياسي في العالم يتجرأ على وصف رئيس حكومة بلاده بأنه لص أو سارق”.
أخنوش بين الماضي والحاضر
في سياق دفاعه عن رئيس الحكومة، استغرب وهبي من تغيير مواقف حزب العدالة والتنمية تجاه عزيز أخنوش، مشيرا إلى أنه كان جزءا من أربع حكومات سابقة ترأسها الحزب نفسه، دون أن يواجه نفس الانتقادات الحادة التي يتعرض لها اليوم. وأوضح قائلا: “حين كان في حكوماتكم، لماذا لم يكن هناك امتعاض؟ هل كان حينها بلا تضارب مصالح وأصبح الآن فقط مثيرا للجدل؟”.
كما تطرق وهبي إلى قضية الـ 17 مليار درهم المرتبطة بملف سوق المحروقات، مؤكدا أن مجلس المنافسة قد حسم هذا الملف، متسائلا عن سبب استمرار حزب العدالة والتنمية في إثارته رغم التسوية القانونية التي تمت بشأنه.
صفقات الاستثمارات وتحلية المياه
وفي رده على الانتقادات المتعلقة باستثمارات أخنوش، شدد وزير العدل على أن رئيس الحكومة الحالي يمتلك ذمة مالية منفصلة عن شركاته، مشيرا إلى أن القانون لا يمنعه من الاستثمار، بما في ذلك صفقة تحلية مياه الدار البيضاء. وأضاف: “حين كان ضمن حكوماتكم، ألم يقم باستثمارات؟ هل كانت مشاريعه حينها حلالا، وأصبحت الآن مثار جدل فقط لأنه يقود الحكومة؟”.
دور المعارضة وازدواجية الخطاب
في ختام حديثه، وجه وهبي انتقادا مباشرا لأداء المعارضة، معتبرا أن حزب العدالة والتنمية لم يستوعب دوره الجديد بعد مغادرته الحكومة. وقال بلهجة لا تخلو من التهكم: “يبدو أنكم لم تتقنوا بعد كيفية لعب دور المعارضة، ولو كنت في صفوفكم، لعرفت كيف أتعامل مع هذا الملف”.
بهذا الخطاب، يكون وزير العدل قد أطلق سلسلة من الرسائل الحادة لحزب العدالة والتنمية، مؤكدا على ازدواجية معاييره في التعامل مع الشخصيات السياسية وفق مواقعها في السلطة، ما يعكس استمرار التوتر بين الحزب الذي قاد الحكومة لعقد من الزمن والإدارة الحالية التي تسعى لترسيخ سياساتها بعيدا عن انتقادات الماضي.
فاطمة الزهراء الجلاد.