سياسة
Le7tv.ma Send an email منذ 4 أسابيع
تعزيز الشراكة البرلمانية بين المغرب وأمريكا اللاتينية والكراييب

في خطوة تعكس التوجه الاستراتيجي لتعزيز التعاون البرلماني بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية والكراييب، اتفق مجلس المستشارين المغربي وبرلمان أمريكا اللاتينية والكراييب (برلاتينو) على تعزيز شراكتهما الاستراتيجية بهدف دفع مسار المنتدى البرلماني لبلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية والكراييب “أفرولاك”. ومن المقرر أن تحتضن المملكة المغربية قمة المنتدى يومي 29 و30 أبريل 2025.
إعلان مشترك يؤكد الالتزام بالتعاون البرلماني
جاء هذا الاتفاق في إطار الإعلان المشترك الصادر عقب الاجتماع الذي جمع مكتب مجلس المستشارين، برئاسة السيد محمد ولد الرشيد، والمكتب التنفيذي لبرلمان أمريكا اللاتينية والكراييب، برئاسة السيد رولاندو غونزاليس باتريسيو، يوم الخميس في العاصمة الرباط. وأكد الإعلان على الأهمية الاستراتيجية للتعاون بين الجنوب والجنوب، وتعزيز الدبلوماسية البرلمانية والمدنية كوسيلة لتحقيق التنمية المشتركة.
كما شدد الطرفان على ضرورة تعزيز قنوات التواصل والتعاون حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، والعمل على تنسيق المواقف في المحافل الدولية وفقا للمبادئ والقيم التي تحكم العلاقات بين الجانبين، بما في ذلك احترام السيادة والوحدة الترابية للدول الأعضاء والمراقبة داخل “برلاتينو”.
التعاون جنوب – جنوب كخيار استراتيجي
في ظل التحديات المتزايدة على الساحة الجيوسياسية العالمية، أصبح التعاون بين دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية والكراييب ركيزة أساسية في السياسات الخارجية للمنطقتين. ومن هذا المنطلق، يعتبر تعزيز الحوار والتضامن لتحقيق التنمية المستدامة خيارا استراتيجيا لا بديل عنه.
وأشار الإعلان إلى أن قمتي المنتدى في عامي 2022 و2023 أكدتا التشابه الكبير بين التحديات التي تواجهها شعوب المنطقتين، ما يستدعي تكثيف الجهود البرلمانية لتحقيق العدالة والإنصاف من خلال دبلوماسية برلمانية فعالة.
المغرب بوابة استراتيجية بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية
نظرا لموقعه الجيوستراتيجي المميز، يضطلع المغرب بدور محوري كشريك استراتيجي لإفريقيا وبوابة موثوقة لدول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكراييب نحو العالم العربي والقارة الإفريقية. وتؤكد علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين المملكة وهذه الدول على روح التشاور والاحترام المتبادل.
وفي هذا السياق، تبرز المبادرة الأطلسية المغربية كعامل رئيسي في تحسين ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، ما يجعل المغرب منصة لوجستية أساسية لتعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية مع أمريكا اللاتينية والكراييب.
المغرب عضو ملاحظ في برلمان أمريكا اللاتينية والكراييب
منذ عام 1996، أصبح البرلمان المغربي أول برلمان إفريقي وعربي ينضم إلى برلمان أمريكا اللاتينية والكراييب بصفة عضو ملاحظ، وهو الوضع الذي تم ترسيمه بموجب مذكرة تفاهم وقعت في 25 أبريل 2018.
وتوجت الجهود المشتركة بين المؤسستين بتأسيس المنتدى البرلماني لدول إفريقيا وأمريكا اللاتينية والكراييب “أفرولاك”، الذي يحتضن مجلس المستشارين المغربي أمانته العامة، كما ساهم المغرب في إنشاء مركز الوسائط المتعددة داخل مقر “برلاتينو” بجمهورية بنما، والذي يحمل اسم “مكتبة الملك محمد السادس” تكريما لجهود جلالته في تعزيز التعاون الدولي.
نحو نموذج جديد للتعاون البرلماني
انعقد في 13 فبراير 2025 بالرباط اجتماع مشترك بين مكتب مجلس المستشارين والمكتب التنفيذي لبرلمان أمريكا اللاتينية والكراييب تحت شعار “الحوار البرلماني الإقليمي إفريقيا – أمريكا اللاتينية والكراييب: من أجل نموذج للتعاون جنوب-جنوب”، حيث تم التوصل إلى مجموعة من القرارات لتعزيز التعاون بين المؤسستين.
ويظل الهدف الأساسي لهذه الشراكة الاستراتيجية هو تعزيز المكتسبات وتحقيق الأهداف المشتركة، عبر تمتين العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف، التي تستند إلى ذاكرة تاريخية وقيم ثقافية مشتركة، بما يخدم مصالح شعوب المنطقتين ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
فاطمة الزهراء الجلاد.