سياسة
Le7tv.ma Send an email منذ 4 أسابيع
تحولات الأطلسي في زمن التغيرات العالمية: استراتيجيات جديدة لمستقبل مشترك

اجتمع خبراء وصناع سياسات من أمريكا الشمالية وأوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا في بروكسيل لمناقشة مستقبل العلاقات الأطلسية في ظل التحديات العالمية المتزايدة. الدورة التاسعة من “أطلنتيك ستراتيجي غروب”، التي نظمها مركز التفكير الأمريكي (جيرمان مارشال فاند) ومركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، سلطت الضوء على الدور المتنامي للجنوب العالمي في صياغة مستقبل التعاون الدولي.
في الجلسة الافتتاحية، ناقش المشاركون مجموعة من القضايا المحورية مثل النمو الاقتصادي والتجارة والهجرة والطاقة والمناخ والأمن. وأكد الخبراء على أهمية تجاوز النزعات الأحادية وتعزيز الالتزامات المشتركة لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.
وأشار الباحثون إلى ضرورة وضع التغيرات العالمية في سياق أوسع، مما يستدعي إعادة توجيه الموارد واعتماد مقاربات جديدة للعلاقات بين بلدان الجنوب وكذلك بين الجنوب وأوروبا. وبرزت الحاجة إلى إعادة التفكير في مفهوم “الأطلسي الموسع”، بحيث لا يقتصر على المنظور الغربي التقليدي، بل يشمل أيضا الجنوب الناشئ كشريك أساسي في المشهد الجيوسياسي.
وأكد الخبراء أن دول الجنوب تمتلك الحق في تنويع شراكاتها، خاصة في ظل تصاعد الأحادية وتراجع التعددية. وأشاروا إلى أهمية بناء شراكة جنوب-جنوب مستدامة تعتمد على تعبئة الموارد وإعادة توجيهها نحو مشاريع تنموية قادرة على تعزيز الاستقلال الاقتصادي والسياسي للجنوب.
وفي هذا السياق، قال نائب رئيس (جيرمان مارشال فاند)، إيان ليستر: “نحن نعيش في لحظة حاسمة، حيث يعيد الجميع تقييم احتياجاتهم الأمنية والاقتصادية. هناك حاجة ماسة إلى أفكار جديدة لرسم مسار أكثر استدامة للعلاقات الأطلسية”. وأضاف أن “إفريقيا اليوم تمتلك إمكانات هائلة، لكن يجب أن تعمل على توسيع نطاق شراكاتها واستغلال مواردها لتحقيق التنمية المستدامة”.
من جانبها، شددت نزهة الشقروني، الباحثة البارزة في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، على أهمية المبادرة الملكية الأطلسية، التي تهدف إلى منح دول الساحل منفذا إلى المحيط الأطلسي، مما يساهم في فك العزلة عن هذه البلدان وتعزيز اندماجها الاقتصادي. وأكدت أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، يعمل على تنويع شراكاته والانفتاح على العالم لضمان مستقبل أكثر ازدهارا.
وفي سياق متصل، أشار جوليان فينتورا، الباحث في معهد (شاتام هاوس)، إلى أن “العالم يمر بمرحلة تحول معقدة، لكنها تتيح فرصا لتعزيز العلاقات الأطلسية بطريقة أكثر شمولية وابتكارا”. وأوضح أن بلدان الجنوب الأطلسي تمتلك فرصة لتكون أكثر إبداعا ولتعزيز دورها في الاقتصاد العالمي.
يعد “أطلنتيك ستراتيجي غروب” منصة سنوية تجمع نخبة من الخبراء لمناقشة القضايا المشتركة بين دول المحيط الأطلسي، بهدف تعزيز التعاون وبناء شبكات قوية. ومع استمرار التغيرات العالمية، يظل السؤال المطروح: كيف يمكن للجنوب العالمي أن يفرض نفسه كشريك متكافئ في رسم مستقبل العلاقات الأطلسية؟ الإجابة تكمن في العمل الجماعي، والتفكير الاستراتيجي، والاستفادة من التحولات الجارية لتعزيز موقعه في المشهد الدولي.
فاطمة الزهراء الجلاد.