سياسة
Le7tv.ma Send an email 18/02/2025
زيارة تاريخية لوزيرة الثقافة الفرنسية إلى الأقاليم الجنوبية: تجديد الدعم الفرنسي لمغربية الصحراء

في خطوة دبلوماسية وثقافية ذات أبعاد استراتيجية، قامت وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، بزيارة رسمية إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، يوم أمس الاثنين، في أول زيارة من نوعها لمسؤول حكومي فرنسي إلى هذه المنطقة. وتجسد هذه الزيارة استمرار دعم فرنسا لمغربية الصحراء، حيث تعد فرنسا عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي.
بداية الجولة: طرفاية تحتضن المعالم التاريخية
استهلت الوزيرة داتي جولتها من مدينة طرفاية، برفقة وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، محمد مهدي بنسعيد. وشملت زيارتها معلمة “Casa del Mar”، التي يجري العمل على ترميمها، لما تحمله من رمزية ثقافية وتاريخية. كما زارت قصبة طرفاية ومتحف أنطوان دوسانت إكزوبيري، الذي كان مقر إقامة الكاتب والطيار الفرنسي الشهير (1900-1944)، وتحول إلى مزار سياحي يعكس جانبًا من التراث الثقافي المشترك بين المغرب وفرنسا.
العيون: تعزيز البنية الثقافية والتعليمية
في مدينة العيون، قامت الوزيرة الفرنسية بإعطاء الانطلاقة لمشروع “التحالف الفرنسي” (Alliance Française)، وهو مشروع يهدف إلى تمكين ساكنة المنطقة من اكتساب مهارات جديدة والانفتاح على الثقافات العالمية. كما زارت مكتبة محمد السادس، التي تعد من أهم المراكز الثقافية في المملكة، حيث اطلعت على محتوياتها وبرامجها الموجهة لدعم المعرفة وتعزيز الأنشطة الثقافية.
الداخلة: دعم الصناعات الثقافية والإبداعية
واستكملت الوزيرة داتي زيارتها بانتقالها إلى مدينة الداخلة، حيث شاركت في إطلاق ملحقة المعهد العالي لمهن السينما، إلى جانب الوزير بنسعيد. ويعد هذا المشروع إضافة نوعية للمنطقة، إذ يتيح تكوينا متخصصا في مجالات السينما والسمعي البصري، مما يساهم في تطوير الصناعات الثقافية والإبداعية بالأقاليم الجنوبية.
اتفاقيات لتعزيز التعاون الثقافي بين المغرب وفرنسا
ومن المقرر أن تواصل الوزيرة الفرنسية زيارتها إلى المغرب اليوم الثلاثاء، حيث ستعقد لقاء ثنائيا موسعا مع نظيرها المغربي، إلى جانب التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجالات الثقافة والفنون والسينما. وتشكل هذه الاتفاقيات ركيزة أساسية لتعزيز الشراكة بين البلدين، بما يخدم التعاون الثقافي والفني ويدعم الإبداع المشترك.
تعكس هذه الزيارة الأهمية التي توليها فرنسا للعلاقات الثقافية مع المغرب، كما تؤكد على الموقف الفرنسي الثابت تجاه قضية الصحراء المغربية، في خطوة تعزز الحضور الدبلوماسي والثقافي الفرنسي في المنطقة.
فاطمة الزهراء الجلاد.