السغروشني: المغرب حقق نسبة 97.5٪ في مجال الأمن السيبراني ضمن مؤشر الاتحاد الدولي

في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز الأمن الرقمي والسيادة الإلكترونية، استعرضت وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، السيدة أمل الفلاح السغروشني، تجربة المملكة المغربية في هذا المجال، وذلك خلال مشاركتها في ندوة استراتيجية عقدت بمسقط، سلطنة عمان، حول “السيادة الرقمية وأثرها على الأمن الوطني”.

وأكدت السيدة السغروشني، في كلمتها خلال الندوة التي نظمتها أكاديمية الدراسات الاستراتيجية والدفاعية، أن المغرب يدرك حجم التهديدات التي تستهدف البنى التحتية الرقمية في مختلف دول العالم. وأبرزت أن المملكة تعمل على تعزيز التعاون والتنسيق لمواجهة هذه التحديات، من خلال وضع سياسات واستراتيجيات تهدف إلى تحقيق فضاء إلكتروني آمن ومستدام.

وأشارت الوزيرة إلى المكانة المتقدمة التي يحتلها المغرب على الصعيدين الإقليمي والدولي في مجال الأمن السيبراني، حيث حقق نسبة 97.5% في مؤشر الاتحاد الدولي للاتصالات للأمن السيبراني، مما جعله ضمن أفضل خمس دول عربية. كما احتل المرتبة الأولى إفريقيا في مواجهة البرمجيات الخبيثة، وفق تقرير الإنتربول لعام 2022.

الاستثمار في الكفاءات الرقمية

وفي إطار تأهيل الموارد البشرية وتعزيز المهارات الرقمية، شددت السيدة السغروشني على أهمية تكوين الكفاءات في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، مبرزة البرامج التي أطلقتها وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة. وأوضحت أن الحكومة المغربية تسعى إلى رفع عدد خريجي الجامعات المغربية في مجالات الرقمنة والتكنولوجيا المتقدمة من 8,000 إلى 22,500 سنويا بحلول عام 2027.

كما أعلنت عن اعتماد 183 برنامجا تكوينيا جديدا في 12 جامعة مغربية، تشمل مجالات متعددة مثل البرمجة، الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، والأمن السيبراني، مما يعزز من قدرات المملكة في مجالات التكنولوجيا الحديثة.

علاقات مغربية-عمانية متينة

وفي سياق متصل، نوهت الوزيرة بمتانة العلاقات المغربية-العمانية، مؤكدة على الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين، وأشادت بالعلاقات الأخوية بين جلالة الملك محمد السادس وصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق. كما ثمنت اختيار موضوع السيادة الرقمية في الندوة نظرا لأهميته الاستراتيجية في حماية البنى التحتية الرقمية.

من جانبه، أشار اللواء الركن بحري علي بن عبد الله الشيدي، آمر كلية الدفاع الوطني، إلى أن السيادة الرقمية باتت عنصرا أساسيا لضمان أمن الدول واستقلالها في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، مؤكدا على أهمية تعزيز القدرات الوطنية لمواكبة هذه التحديات.

آفاق التعاون بين المغرب وسلطنة عمان

تأتي مشاركة الوزيرة السغروشني في هذه الندوة ضمن زيارة عمل رسمية إلى سلطنة عمان، حيث تعقد لقاءات مع عدد من المسؤولين الحكوميين العمانيين لبحث سبل التعاون والشراكة بين البلدين في مجالات إصلاح الإدارة، التحول الرقمي، وتكنولوجيا المعلومات.

تعكس هذه الزيارة حرص المغرب على تعزيز علاقاته الثنائية مع سلطنة عمان وتوسيع آفاق التعاون في المجالات الرقمية، بما يسهم في تحقيق التحول التكنولوجي المستدام لكلا البلدين.

فاطمة الزهراء الجلاد.