سياسة
Le7tv.ma Send an email 19/02/2025
وزيرة الثقافة الفرنسية: الروابط الثقافية بين البلدين حجر الزاوية في تاريخنا المشترك وركيزة أساسية لبناء مستقبل يعزز التقارب بين الشعبين

في خطوة تعكس عمق العلاقات الثقافية بين فرنسا والمغرب، أكدت وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، خلال زيارتها الرسمية للرباط، التزام بلادها بأن تكون شريكا رئيسيا في الاستراتيجية الثقافية المغربية على الصعيد الدولي.
وخلال ندوة صحافية مشتركة مع وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، محمد مهدي بنسعيد، شددت الوزيرة الفرنسية على أن الروابط الثقافية بين البلدين تعد “حجر الزاوية في تاريخنا المشترك وركيزة أساسية لبناء مستقبل يعزز التقارب بين شعبينا، وخاصة الأجيال الشابة”.
تعزيز التعاون الثقافي من خلال اتفاقيات استراتيجية
تأتي زيارة رشيدة داتي في إطار استمرارية زيارة الدولة الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي تمت بدعوة من العاهل المغربي الملك محمد السادس، حيث تسعى الوزيرة إلى تنفيذ التزامات التعاون الثقافي بين البلدين عبر مبادرات ملموسة.
وفي هذا السياق، أشادت الوزيرة بالاتفاقيات التي وقعت بين الوزارتين بحضور قائدي البلدين، والتي حددت مسارا واضحا للتعاون المشترك، إذ تركز هذه الاتفاقيات على مجالات متعددة تشمل الصناعات الثقافية، التراث والمتاحف، قطاع النشر والمكتبات، الفرنكوفونية، الذكاء الاصطناعي، والتوجه المشترك نحو القارة الإفريقية، بالإضافة إلى التعاون في قطاع ألعاب الفيديو.
الثقافة كقاطرة للتنمية الاقتصادية والتشغيل
أبرزت داتي أن دعم الصناعات الثقافية والإبداعية في المغرب، خاصة في قطاعي السينما وألعاب الفيديو، يمثل أولوية قصوى في التعاون بين البلدين، مؤكدة أن الثقافة ليست مجرد وسيلة للحفاظ على الهوية والتراث، بل هي أيضا قطاع اقتصادي قادر على خلق فرص الشغل وتعزيز التنمية.
كما لفتت إلى أن عشرات الشركات الثقافية المغربية ستتوجه إلى باريس في يوليوز المقبل للمشاركة في منتدى “ريادة الأعمال في الثقافة”، مما يفتح المجال أمام تبادل الخبرات وفرص الاستثمار المشترك.
البعد التاريخي والأفق الإفريقي للتعاون
أكدت الوزيرة الفرنسية أن التعاون الثقافي بين فرنسا والمغرب يستند إلى إرث تاريخي متين، تجسده الاتفاقيات المبرمة في مجالات الأرشيف والتراث، والتي تسهم في صون الذاكرة المشتركة وتعزيز التبادل الثقافي.
وفيما يتعلق بالقارة الإفريقية، أعربت داتي عن رغبة فرنسا في العمل مع المغرب وشركاء أفارقة في مجالات متعددة كصناعة السينما والنشر، مشيرة إلى أن المغرب يشكل نقطة انطلاق استراتيجية نحو التعاون الثقافي مع البلدان الإفريقية.
واختتمت الوزيرة الفرنسية تصريحاتها بالتأكيد على أن المغرب يمثل رافعة حقيقية وفرصة استراتيجية لفرنسا في تعزيز علاقاتها الثقافية مع القارة الإفريقية، مما يعكس أهمية التعاون المغربي-الفرنسي في صياغة مستقبل ثقافي مشترك يخدم الأجيال القادمة.
فاطمة الزهراء الجلاد.