سياسة
Le7tv.ma Send an email منذ 3 أسابيع
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يشيد بالمبادرة الملكية السامية لإحداث “جائزة محمد السادس الدولية للسلامة الطرقية”

شهدت مدينة مراكش، يوم أمس الثلاثاء، إشادة دولية واسعة بالمبادرة الملكية السامية لإحداث “جائزة محمد السادس الدولية للسلامة الطرقية”، التي تهدف إلى تشجيع المبادرات الرامية إلى تحسين معايير الأمان على الطرق. وجاءت هذه الإشادة على لسان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسيوس، خلال افتتاح الدورة الرابعة للمؤتمر الوزاري العالمي حول السلامة الطرقية.
وفي هذا السياق، أعرب غيبريسيوس عن فخر المنظمة بالحصول على هذه الجائزة المرموقة في دورتها الأولى، مناصفة مع صندوق الأمم المتحدة للسلامة الطرقية، مشيرا إلى أن هذه المبادرة الملكية تعكس التزاما جادا بقضية السلامة الطرقية، والتي تظل إحدى القضايا الحيوية المؤثرة على الصحة العامة.
أزمة عالمية تتطلب حلولا عاجلة
خلال كلمته، عبر المسؤول الأممي عن أسفه الشديد لاستمرار حوادث السير في حصد أرواح أكثر من مليون شخص سنويا، غالبيتهم من الشباب والأطفال. وأكد أن معظم هذه الحوادث يمكن تفاديها عبر سياسات فعالة تركز على تعزيز معايير الأمان وإنقاذ الأرواح.
كما شدد على أهمية وضع الإنسان في صلب السياسات المرتبطة بالبنية التحتية الطرقية، مع إعطاء الأولوية لسلامة الفئات الأكثر ضعفا، مثل المشاة وراكبي الدراجات، مؤكدا أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تنسيقا دوليا أوثق وتضافر الجهود بين مختلف الفاعلين.
التزام سعودي قوي بالسلامة الطرقية
من جانبه، أبرز وزير الداخلية السعودي، الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، الجهود التي تبذلها بلاده لتعزيز التعاون المشترك في مجال السلامة الطرقية، مؤكدا أن المملكة تعتبر هذه القضية أولوية وطنية تمس الصحة العامة والأمن والاقتصاد.
وأشار إلى أن الأرقام العالمية حول وفيات الطرق تعكس تحديا خطيرا، حيث تتجاوز الخسائر البشرية حاجز المليون شخص سنويا، ما يترتب عليه كلفة اجتماعية واقتصادية فادحة. وأكد أن السعودية ملتزمة بمواجهة هذه الظاهرة من خلال تبني حلول مبتكرة تتماشى مع الأهداف الدولية للسلامة الطرقية.
تحذيرات أممية من تفاقم المشكلة
في السياق ذاته، شدد المبعوث الخاص للأمم المتحدة للسلامة الطرقية، جان تود، على أهمية انعقاد هذا الحدث الدولي لأول مرة في إفريقيا، مشيرا إلى أن السلامة الطرقية تظل تحديا عالميا يستدعي استجابة عاجلة.
وحذر تود مما وصفه بـ”وباء الطرق الصامت”، مسلطا الضوء على الفجوة الكبيرة بين الوعود التي تقدمها الحكومات والواقع الميداني. كما لفت الانتباه إلى أن التوسع الحضري والزيادة المستمرة في عدد المركبات قد يزيدان من تعقيد المشكلة، ما يستدعي إجراءات حازمة للتصدي لهذا التحدي.
يعد المؤتمر الوزاري العالمي حول السلامة الطرقية منصة هامة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات الدولية في هذا المجال، حيث يتطلع المشاركون إلى وضع توصيات قابلة للتنفيذ تساهم في تقليص عدد الحوادث وتعزيز سلامة مستخدمي الطرق. ومع المبادرات الرائدة، مثل جائزة محمد السادس الدولية، يبدو أن هناك فرصة حقيقية لتحقيق تغيير إيجابي ملموس على المستوى العالمي.
فاطمة الزهراء الجلاد.