سياسة

المغرب وفرنسا يعززان تعاونهما الثقافي عبر سلسلة من الاتفاقيات الاستراتيجية

في خطوة تعكس متانة العلاقات الثقافية بين المغرب وفرنسا، شهدت العاصمة الرباط يوم أمس الثلاثاء، توقيع عدة اتفاقيات تعاون بين مسؤولين مغاربة ونظرائهم الفرنسيين، وذلك في إطار زيارة العمل التي تقوم بها وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي.
تعزيز التعاون في المجال السمعي البصري والسينمائي
أبرز محاور هذه الاتفاقيات كان التوقيع على إعلان نوايا بين وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، محمد مهدي بنسعيد، ونظيرته الفرنسية، رشيدة داتي، يهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الأرشيف السمعي البصري والسينمائي.
وقد وقع الملحق الأول لهذا الإعلان من قبل مديرة الخزانة السينمائية المغربية، نرجس النجار، والمديرة العامة المنتدبة للمعهد الوطني للسمعي البصري بفرنسا، أنييس شوفو. ويتضمن هذا الاتفاق تبادل الأرشيفات لأغراض البحث، وضمان تحليلها النقدي وإثرائها من خلال تنظيم ندوات سنوية وعروض متخصصة، إلى جانب توفير مواكبة تقنية من المعهد الفرنسي لتعزيز الاستفادة من هذه الأرشيفات عبر برامج تدريبية وإقامات ثقافية.
أما الملحق الثاني، فقد وقع بين السيدة النجار ورئيس المكتبة الوطنية الفرنسية، جيل بيكو، ويهدف إلى تبادل الخبرات في مجال حفظ الوثائق السمعية البصرية، وتكوين مجموعة تراثية خاصة بالبث السمعي البصري.
وفي السياق نفسه، وقعت النجار مع رئيسة المعهد الفرنسي، إيفا نغوين بينه، الملحق الثالث، الذي ينص على تنظيم موائد مستديرة ونقاشات حول أفلام مرممة، إضافة إلى دعم مالي وتقني لترميم فيلم “الحافة” للمخرج فوزي بن سعيدي، وهو أحد الأفلام المائة ذات الأولوية في عملية الترميم.
دعم الإنتاج السينمائي المشترك
تعزيزا للتعاون السينمائي بين البلدين، وقع اتفاق تعاون بين الكاتب العام لقطاع التواصل بوزارة الثقافة، عبد العزيز البوجدايني، ورئيس المركز الوطني للسينما والصور المتحركة الفرنسي، غايتان برويل. ويهدف هذا الاتفاق إلى دعم الإنتاج المشترك والتبادل المهني من خلال تنظيم لقاءات إنتاجية مشتركة، حيث من المقرر عقد دورتها الأولى خلال مهرجان كان السينمائي لعام 2025.
تطوير المواقع التراثية وتحسين تجربة الزوار
وفي مجال التراث الثقافي، تم توقيع اتفاقية بين مدير التراث الثقافي المغربي، مصطفى جلوق، ورئيسة مركز المآثر الوطنية الفرنسي، ماري لافانديي. وترمي هذه الاتفاقية إلى تطوير استراتيجية سياحية وثقافية تشمل 30 موقعا رئيسيا في المغرب، من خلال استخدام تقنيات حديثة مثل المعارض التفاعلية والمعدات الرقمية لتحسين تجربة الزوار.
 شراكات لتعزيز البحث الأثري والأرشيفي
في هذا السياق، تم التوقيع على ثلاث اتفاقيات إضافية للشراكة:
1. التعاون في مجال علم الآثار الوقائي: بين مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، عبد الجليل بوزوكار، ورئيس المعهد الوطني للبحوث الأثرية الوقائية بفرنسا، دومينيك غارسيا. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تبادل الخبرات العلمية، خاصة في مجالي الداخلة والسمارة.
2. تطوير قطاع الأرشيف: اتفاقية بين مديرة أرشيف المغرب، لطيفة مفتقر، ورئيس قسم الأرشيفات المشتركة بين الوزارات الفرنسية، برونو ريكار، تركز على تقديم الدعم الفرنسي في مجال التشريعات الأرشيفية، وإنشاء نظام معلوماتي متطور لإدارة الأرشيف.
3. تطوير المكتبات الوطنية: وقعت مديرة المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، سميرة المليزي، مع رئيس المكتبة الوطنية الفرنسية، جيل بيكو، اتفاقية لتنظيم دورات تدريبية للمكتبة الوطنية المغربية، وإقامة معارض افتراضية، وتعزيز التعاون في إطار الشبكة الفرنكوفونية الرقمية.
تشكل هذه الاتفاقيات محطة مهمة في مسار التعاون الثقافي بين المغرب وفرنسا، حيث تعكس التزام البلدين بتعزيز الروابط الثقافية وتبادل الخبرات في مجالات السينما، الأرشيف، التراث، وعلم الآثار. ومن شأن هذه الخطوات أن تسهم في الحفاظ على الإرث الثقافي المشترك ودفع عجلة التنمية الثقافية في كلا البلدين.
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close