ابن كيران في ضيافة طلبة HEM الرباط: حديث صريح عن السياسة ومستقبل المغرب

منبر أكاديمي.. ونقاش سياسي مفتوح
استقطب اللقاء، الذي انطلق في حدود الساعة السادسة والنصف مساءً بقاعة المؤتمرات داخل الحرم الجامعي للمؤسسة، عددًا كبيرًا من الطلبة والمهتمين، وسط أجواء من الترقب والحماس لمداخلات ابن كيران، المعروف بخطابه التلقائي وقدرته على إثارة النقاش. منذ اللحظات الأولى، بدا جليًا أن زعيم حزب المصباح لم يأتِ لتقديم خطاب رسمي، بل فضل أن يكون حديثه تفاعليًا مع الحضور، مستحضرًا محطات بارزة من تجربته الحكومية، ومتطرقًا إلى قراءته للوضع السياسي والاقتصادي الذي تعيشه المملكة.
السياسة بين الإنجاز والانتقاد
لم يتردد ابن كيران في استحضار تجربة حكومته، متحدثًا عن التحديات التي واجهتها، ومؤكدًا أن الإصلاحات التي تم اعتمادها خلال فترة ولايته لم تكن سهلة، لكنها كانت ضرورية لحماية الاقتصاد الوطني. كما أقر بأن هناك قرارات أثارت جدلًا واسعًا، لكنه دافع عنها باعتبارها “شرًا لا بد منه”، مشيرًا إلى ملف إصلاح صندوق المقاصة، الذي اعتبره إحدى أبرز محطات ولايته.
أما عن الوضع السياسي الراهن، فقد أبدى ابن كيران ملاحظاته حول التحولات التي شهدها المشهد الحزبي، متحدثًا عن موقع حزب العدالة والتنمية بعد الانتخابات الأخيرة. ولم يُخفِ قلقه من بعض الممارسات السياسية التي قال إنها “تؤثر على منسوب الثقة بين المواطنين والسياسة”، داعيًا الشباب إلى الانخراط الفاعل في الحياة العامة وعدم الاكتفاء بلعب دور المتفرج.
أسئلة الطلبة.. و”ابن كيران بلا بروتوكول”
بعد كلمته، فُتح المجال لتدخلات الطلبة، الذين لم يترددوا في طرح أسئلة جريئة حول ملفات حساسة، من بينها علاقة الأحزاب بالسلطة، ومستقبل الديمقراطية في المغرب، وتحديات التنمية الاقتصادية. وعلى عادته، لم يتجنب ابن كيران أي سؤال، بل أجاب بأسلوبه الساخر أحيانًا، والحاد أحيانًا أخرى، لكنه ظل متمسكًا بنبرته الصريحة، ما جعل النقاش يمتد لأكثر من ساعتين، وسط تفاعل كبير من الحاضرين.
ابن كيران والرهان على المستقبل
في ختام اللقاء، شدد ابن كيران على أن المغرب يمر بمرحلة دقيقة تستوجب من الجميع، أحزابًا ومجتمعًا مدنيًا وشبابًا، التحلي بالمسؤولية والعمل من أجل المستقبل، مؤكدًا أن “السياسة ليست مجرد شعارات، بل التزام ونضال يومي من أجل المصلحة العامة”.
هذا اللقاء، الذي جمع بين البعد الأكاديمي والنقاش السياسي العميق، قدم صورة حية عن تفاعل الشباب المغربي مع القضايا الوطنية، في وقت يظل فيه السؤال الأهم: إلى أي مدى سيؤثر هذا النوع من النقاشات على وعي الجيل الجديد وإيمانه بدوره في بناء مستقبل المغرب؟