سياسة
عبد الرحيم هومي: الاستثمار الخاص في الغابات يشكل رافعة أساسية لتعزيز الإنتاج المحلي وتقليل التبعية للواردات

شهدت العاصمة المغربية الرباط، يوم الثلاثاء، الإعلان الرسمي عن المخطط المديري للاستثمار في القطاع الغابوي، وهو خطوة استراتيجية تهدف إلى تحفيز الاستثمارات ضمن إطار استراتيجية “غابات المغرب 2020-2030”. ويأتي هذا المخطط كرافعة أساسية لتعزيز التنمية المستدامة عبر الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بما يساهم في تثمين الموارد الغابوية الوطنية.
استثمار مستدام في خدمة التنمية
شارك في هذا الحدث الهام نحو مائة خبير وطني ودولي، حيث تم تسليط الضوء على الفرص التي يتيحها هذا المخطط للمستثمرين من القطاع الخاص، خصوصا في مجالات صناعة الخشب، والسياحة البيئية، وتثمين المنتجات الغابوية مثل الفلين والنباتات العطرية والطبية.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، عبد الرحيم هومي، أن الاستثمار الخاص يشكل رافعة أساسية لتعزيز الإنتاج المحلي وتقليل التبعية للواردات، إلى جانب دوره في تحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص شغل مستدامة. وأشار إلى أن الغابات المغربية، التي تغطي 12% من التراب الوطني، تعد موردا استراتيجيا يسهم في التوازن البيئي والاجتماعي والاقتصادي.
دعم دولي وتعزيز الابتكار الأخضر
من جانبه، نوه جيان فيك، رئيس التعاون التنموي في السفارة الألمانية، بهذه المبادرة التي تستجيب للتحديات البيئية الملحة، لا سيما التغير المناخي، عبر دعم الاقتصاد الأخضر والمستدام. كما أشاد بجهود المغرب في استعادة وتثمين تراثه الغابوي، مؤكدا التزام ألمانيا بمواكبة هذه الدينامية.
وفي ذات السياق، شدد عبد الحق الليثي، الممثل المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بالمغرب، على أهمية التعاون الدولي لضمان التدبير المستدام للموارد الطبيعية، مشيرا إلى أن هذا المخطط يعكس رؤية متكاملة تهدف إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي وتعزيز التنمية التشاركية.
محاور استراتيجية لتعزيز الاستثمار
يرتكز المخطط المديري للاستثمار في القطاع الغابوي على مجموعة من المحاور الاستراتيجية، من بينها:
– زيادة إنتاجية الغرسات الاصطناعية لتحسين الموارد المتاحة.
– تطوير سلاسل الإنتاج عالية القيمة مثل النباتات العطرية والطبية، والفلين، وراتنج الصنوبر، والخروب.
– برنامج تفويت 120 ألف هكتار من الغابات لصالح استثمارات خاصة بقيمة 1.25 مليار درهم.
– الحد من تبعية المغرب لواردات الخشب وتعزيز تنافسية الصناعات الخشبية.
وقد تم إعداد هذا المخطط بناء على دراسات معمقة لتقييم الأثر الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، مع وضع أطر تنظيمية لضمان تدبير مستدام لهذه الاستثمارات.
تشجيع ريادة الأعمال الخضراء
على هامش هذا الحدث، تم تتويج الفائزين في النسخة الثانية من مسابقة “المقاولة الخضراء الناشئة”، وهي مبادرة مدعومة من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، والقرض الفلاحي للمغرب، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية. وتم تكريم مشاريع مبتكرة في مجالات السياحة البيئية وتثمين المنتجات الغابوية، مما يعكس الدور المتنامي لريادة الأعمال في تحقيق التنمية المستدامة.
يعكس هذا المخطط التزام المغرب بتطوير قطاعه الغابوي وجعله رافعة أساسية للتنمية المستدامة، عبر مزيج من الابتكار، والشراكة الدولية، والاستثمار المسؤول. ومن شأن هذه الجهود أن تساهم في تعزيز مرونة النظم البيئية، وتحقيق التكامل بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على الموارد الطبيعية، مما يجعل المغرب نموذجا رائدا في التدبير المستدام للغابات على المستوى الإقليمي والدولي.
فاطمة الزهراء الجلاد.