
أُجريت اليوم، الخميس 20 فبراير 2025، قرعة دور ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية الإفريقية لموسم 2024-2025 بالعاصمة القطرية الدوحة و أفرزت عن مواجهات قوية للأندية المغربية .
و البداية بمسابقة دوري أبطال افريقيا حيث اصطدم نادي الجيش الملكي ببيراميدز المصري في تحدٍ صعب و ديربي عربي يعد بالشيء الكثير .
العساكر و رغم تراجع مستواهم خلال الآونة الأخيرة على مستوى البطولة الوطنية ، و هو ما تسبب في إقالة الفرنسي هوبير فيلود و تعويضه بالبرتغالي الخبير ألكسندر سانتوس ، يبقى المرشح الأول للعبور إلى المربع الذهبي بالنظر لعدة عوامل أهمها ، آداؤه الكبير خلال دور المجموعات و تصدره لمجموعة الموت رفقة الرجاء الرياضي و ماميلودي صان داونز عن جدارة و استحقاق.
ثانيا ، تركيبته البشرية المميزة و التي تمزج بين عاملي الخبرة و الشباب يتقدمهم العميد ربيع حريمات ، أحمد حمودان و خاصة نجم الفريق الأول أمين الزحزوح ، بمقدورها الإطاحة بأي خصم و تحت أي ظرف كان لاسيما مع مدرب خبير بهكذا أدوار ، حيث سبق للبرتغالي سانتوس إقصاء العديد من الفرق المرجعية و التاريخية رفقة بيترو أتليتيكو أهمها ماميلودي صان داونز سنة 2022.
ثالثا ، جمهوره الوفي ، و الذي شكل الإستثناء بدور المجموعات ، و قاد الفريق إلى تحقيق انتصارات حاسمة خاصة في لقاء الكلاسيكو الأخير أمام الرجاء الرياضي .
الجمهور العسكري قد يشكل علامة فارقة في سبيل تحقيق الجيش الملكي للتأهل إلى دور النصف بضغطه المتواصل على الخصم ، مساندته اللا مشروطة للفريق و هو من تحمل عناء السفر و قطع أميال عديدة إلى مكناس لتشجيع فريقه رغم بعد المسافة و برودة الأجواء.
و أخيرا عودة الفريق لاستقبال مبارياته بمركب مولاي عبد الله بعد تجديده بالكامل ، و هو معطى إيجابي و قد يكون عاملا مهما في خوض الفريق للنهائي الثاني في تاريخه بمسابقة دوري ابطال افريقيا ، علما أن القرعة كانت رحيمة بالعساكر بتجنبه لقوى تقليدية كالترجي التونسي ، الأهلي المصري و ماميلودي صان داونز الجنوب افريقي ، علاوة عن احتمالية ملاقاة مولودية الجزائر بالمربع الذهبي في ديربي عربي ثاني ، فضلا عن خوضه لجميع مباريات العودة من دور الربع مرورا بالمربع الذهبي و وصولا إلى النهائي بملعبه و أمام جماهيره العريضة .
من جهة أخرى ، فخصم العساكر ليس بالهين ، فبيراميدز بات يتوفر على تقاليد و أعراف الكرة الإفريقية و خاصة أدوار خروج المغلوب ، كما يتوفر هو الآخر على أرمادا من النجوم الكبار يتقدمهم الثنائي المغربي محمد الشيبي و وليد الكرتي ، فضلا عن السفاح الكونغولي فيستون مايليلي .
رغم خوض بيراميدز لجل مبارياته بدون جمهور بحكم عدم توفره على قاعدة جماهيرية كبيرة ، لكنه عوض ذلك بجلب لاعبين في المستوى بإمكانهم صنع الفارق و مباغتة العساكر في أي لحظة ، فريق يلعب كرة جميلة و لا يركن للدفاع إلا للضرورة ، كما أنها المرة الأولى التي يخوض فيها النادي غمار مباريات دور ربع النهائي لدوري الأبطال و هو ما يشكل حافزا و دافعا معنويا كبيرا للفراعنة لتحقيق المفاجأة و الذهاب بعيدا في المسابقة.
على العموم ، رغم أن الجيش الملكي يُعد الفريق الأكثر تفضيلاً على الورق، فإن بيراميدز يملك الفرصة في التأهل إلى نصف النهائي ، و يجب على العساكر أن يكونوا حريصين على استغلال نقاط قوة الفريق، خاصة في التحولات السريعة والتنشيط الدفاعي.
في مباريات دوري الأبطال، لا شيء مستحيل، ومن الممكن أن يباغث الفريق المصري العساكر لذا وجب التحضير الجيد للمباراة ، و استغلال أنصاف الفرص و التحلي بالهدوء و الرزانة للوصول إلى المبتغى إنشاء الله و هو التأهل إلى نصف النهائي .