مجتمع

“أسود الخلافة”.. خلية الإرهاب التي كادت تُشعل المغرب

على مدار عام كامل، كانت أعين الأجهزة الأمنية المغربية ترصد تحركات خلية إرهابية تطلق على نفسها اسم “أسود الخلافة في المغرب الأقصى”، تعمل في صمت وتخفي، تخطط لعمليات دموية كبرى بتوجيه مباشر من أحد قادة تنظيم داعش في الساحل، الليبي عبد الرحمن الصحراوي. لم يكن تفكيك هذه الخلية وليد ضربة حظ، بل جاء ثمرة تحريات دقيقة ومراقبة صارمة انتهت بعملية أمنية محكمة أطاحت بأفرادها قبل أن يتمكنوا من تنفيذ مخططاتهم.

امتدت الاعتقالات إلى تسع مدن مغربية، حيث تم توقيف 12 عنصراً كانوا قد بدأوا فعلاً في استطلاع مواقع لتنفيذ هجماتهم. لكن الأخطر لم يكن في أعدادهم، بل في الترسانة التي كانوا على وشك الحصول عليها. معلومات استخباراتية دقيقة قادت المحققين إلى منطقة نائية شرق وادي “غير”، حيث كان مخبأ للأسلحة مدفوناً بعناية تحت الصخور في موقع يصعب الوصول إليه، يستلزم استخدام تقنيات متطورة من أجهزة كشف المعادن والمسح بالأشعة السينية.

لم يكن الاكتشاف عادياً، فقد ضم المخبأ أسلحة خطيرة: كلاشنيكوفات، بنادق صيد، عشرة مسدسات مختلفة العيارات، ومئات الطلقات، كلها موضبة في أكياس بلاستيكية وصحف مالية تعود إلى يناير 2025، في إشارة واضحة إلى طرق التهريب المعقدة التي سلكتها هذه الترسانة قبل أن تصل إلى المغرب. الأسوأ من ذلك، أن الفحوصات التقنية كشفت أن الأرقام التسلسلية للأسلحة مُحيَت عمداً، وأن بعض البنادق عُدلت لسهولة الإخفاء والنقل، ما يؤكد النوايا التخريبية للخلية.

كان أفراد التنظيم على وشك استلام هذا العتاد حين سقطوا في قبضة الأمن، ليتم وأد المخطط في مهده. لو تأخر التدخل قليلاً، لكان المغرب اليوم أمام مشهد دموي كارثي. هذه العملية لم تكن مجرد نجاح أمني، بل كانت إنجازاً استباقياً أنقذ أرواحاً كثيرة، وأثبت مجدداً أن عين الأمن لا تنام في معركته المفتوحة ضد الإرهاب.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close