
كشفت صور أقمار صناعية حديثة عن تسارع التوسع العسكري الإسرائيلي داخل الأراضي السورية المحتلة، في ظل غياب تام لأي موقف رسمي من الرئيس السوري أحمد الشرع، المعروف بالجولاني، الذي يواصل التزام الصمت إزاء هذه التحركات التي تعزز سيطرة إسرائيل وترسخ واقعا جديدا على الأرض.
ووفقا لصور التقطتها شركة “Planet Labs PBC” الأمريكية، أنشأ جيش الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن سبع قواعد عسكرية جديدة في المناطق التي يسيطر عليها، وتحديدا في جبل الشيخ، وحضر، وجباثا الخشب، والحميدية، والقنيطرة، والقطنية، وتل قودنة. وتأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز الاحتلال في المنطقة العازلة مع سوريا، ما يثير مخاوف من تصعيد محتمل في ظل غياب أي رد فعل فعال من الجانب السوري.
ورغم خطورة هذا التصعيد وانعكاساته على سيادة سوريا ومستقبلها، يواصل “الجولاني” التزام الصمت، متجاهلا التوسع الإسرائيلي، في موقف يطرح تساؤلات جدية حول دوره وحدود سلطته في مواجهة الاحتلال. فبينما يتزايد القلق الشعبي من تغير موازين القوى في المنطقة، يبقى الموقف الرسمي السوري ضبابيا وغير واضح.
في المقابل، وعلى الرغم من صمت الجولاني، أعلن وزير الخارجية السوري تمسك دمشق باتفاقية فصل القوات لعام 1974، معتبرا أن إسرائيل تزعزع استقرار البلاد من خلال انتهاكاتها المستمرة في الجنوب السوري. وأكد الوزير أن دمشق تحتفظ بحقها في الرد، لكنها تفضل المسارات الدبلوماسية لمنع مزيد من التصعيد.
يذكر أن إسرائيل كثفت في السنوات الأخيرة من عملياتها العسكرية داخل الأراضي السورية، مستهدفة مواقع تعتبرها تهديدا لأمنها القومي، في وقت تواجه فيه سوريا تحديات داخلية وسياسية تعيق قدرتها على الرد بفعالية. فهل سيبقى الصمت السوري مستمرا، أم أن التطورات القادمة ستفرض معادلات جديدة في الصراع على الجولان؟
فاطمة الزهراء الجلاد.