مجتمع
نادية فتاح: المغرب يؤكد التزامه الراسخ بتطوير قطاع تأمين قوي ومحفز للنمو في إفريقيا

أكد المغرب، من خلال وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح، التزامه الراسخ بتطوير قطاع تأمين قوي ومحفز للنمو في إفريقيا، وذلك خلال افتتاح أشغال الدورة الـ49 للجمع العام للاتحاد الإفريقي لشركات التأمين، الذي تحتضنه مدينة مراكش.
وفي إطار جهوده لتعزيز الولوج إلى الخدمات المالية، تبنى المغرب استراتيجية وطنية للشمول المالي تهدف إلى تمكين جميع فئات المجتمع من الاستفادة من الحلول المالية المناسبة. وأوضحت الوزيرة أن هذه الاستراتيجية ستدخل مرحلتها الثانية اعتبارا من عام 2025، حيث سيتم توسيع نطاق الشمول المالي ليشمل شرائح أوسع من السكان، مما يعزز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
وأكدت فتاح أن المغرب يضع الشمول المالي في صلب سياساته الاقتصادية، باعتباره أداة أساسية لتعزيز قدرة الأفراد والشركات على مواجهة التحديات الاقتصادية، وضمان استفادة الجميع من التغطية المالية التي تساعد على تقليل الفوارق الاجتماعية.
وإلى جانب سياسات الشمول المالي، تبنى المغرب نهجا متكاملا في إدارة المخاطر، يتجلى في تطوير بنية تحتية مرنة قادرة على التكيف مع التغيرات المناخية، وإطلاق نظام لتغطية عواقب الوقائع الكارثية في عام 2020. ويتميز هذا النظام بمقاربة تضامنية تجمع بين التأمين التقليدي لحاملي العقود ونظام تخصيص خاص للأشخاص الذين لا يتوفرون على تغطية، مما يضمن الحماية لجميع فئات المجتمع.
وقد برهن هذا النموذج عن فاعليته خلال زلزال الحوز، حيث أتاح تغطية سريعة وفعالة للمتضررين، ما يعزز مكانته كنموذج يمكن أن تستلهمه دول إفريقية أخرى في إدارة المخاطر المناخية والكارثية.
لم يقتصر التوجه المغربي على تعزيز قطاع التأمين فحسب، بل يشمل أيضا تبني استراتيجيات مبتكرة لتمويل المناخ. وأبرزت الوزيرة استراتيجية “تمويل المناخ 2030″، التي تهدف إلى تسريع تعبئة التمويل الخاص لدعم جهود المغرب في التخفيف من آثار التغيرات المناخية والتكيف معها.
وأكدت أن قدرة القطاع المالي على مواجهة التحديات البيئية تتطلب حلولا مبتكرة يمكن أن تلهم بقية الدول الإفريقية، خاصة في ظل تزايد المخاطر المناخية التي تهدد الاقتصادات الإفريقية الناشئة.
يعد الجمع العام للاتحاد الإفريقي لشركات التأمين، الذي ينظم بتعاون مع الجامعة المغربية للتأمين وتحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أكبر تظاهرة قارية في مجال التأمين. ويجمع الحدث فاعلين رئيسيين في القطاع لمناقشة التحديات الراهنة واستشراف مستقبل التأمين في القارة الإفريقية، مما يعزز دور المغرب كمنصة إقليمية رائدة في تطوير الحلول المالية المبتكرة.
بهذه الرؤية المتكاملة، يواصل المغرب ريادته في قطاع التأمين بإفريقيا، مؤكدا التزامه بتوفير حلول مالية شاملة ومستدامة تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للقارة.
فاطمة الزهراء الجلاد.